الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضلني الله على بعض الناس بالعلم والمال.. هل هذا كبر، أم استشعار لنعمة الله؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم شكرًا جزيلاً على الموقع جعله الله في ميزان حسناتكم.

كان لدي استفسار عن حديث نبوي عن الكبر حينما عرف الرسول الكبر لأحد الصحابة أنه: (بطر الحق وغمط الناس).

أنا -الحمد لله- لا أعتبر نفسي شخصًا متكبرًا، وأتعامل مع الناس بكل ود وتواضع، ولم يذكر أحد لي قط أني تعاملت معه، أو مع شخص آخر بتكبر أو استعلاء، ولكني دائمًا أشعر بنفسي أني أكثر علمًا ومالاً من بعض الناس، وهذا يجعلني في قرارة نفسي أشعر أني أفضل من هؤلاء الناس، ولكن هذا الشعور لا يظهر في تعاملي مع الناس، ولكنه شيء في نفسي فقط، فهل -والعياذ بالله في هذا شيء- من الكبر أم أنه مجرد استشعار لنعم الله علي؟

أخشى أن يكون في هذا كبرا، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).

اللهم طهر نفوسنا من الكبر وارزقنا صالح العمل، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا دوما تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به -أخي الحبيب- فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: شكر الله لك حرصك على طاعة الله، وحذرك من معصيته، وهذا يدل على أن لك نفسًا لوامة تلومه على أي فعل تكون فيه شبهة، وهذا أمر ينبغي أن تحافظ عليه، فمحاسبة النفس دومًا من شيم أهل الصلاح، نسأل الله أن تكون خيرًا مما نظن.

ثانيًا: من المهم أن نجلي معني الكبر حتي يتضح المراد منه، الكبر -أخي الحبيب- في اللغة هو: العَظَمَة والتَّجَبُّر، وفي الاصطلاح :هو عبارة عن حالةٌ يتخصَّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره)، وقيل الكِبْر هو: (استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له)، وهذا المعني تجده في قرارة النفس وفي السلوك.

ثالثًا: ما أنت فيه هو بين أمرين: إما أن يكون تحدثًا بنعمة الله عليك، فإن كنت ترى أنك عالم وصاحب مال، فتحمد الله على ذلك، وتدرك من خاصة نفسك أن هذا محض فضل الله عليك، وأن هذا العلم له زكاة، وهذا المال له زكاة، ولا ينعكس ذلك سلبًا على نفسك، أو على المحيطين بك، فهذا ليس كبرًا وإنما هذا شكر نعمة.

أما إن كنت تحدث نفسك عن علم فيك وجهل في الناس، وتنظر إليهم بهذا المنظار، وتحدث نفسك عن غنىً أصابك، وفقرًا أصاب غيرك، وتنظر إليهم بهذا المنظار، فاعلم أن هذا لون من ألوان الكبر فاحذره بارك الله فيك.

رابعًا: من خلال رسالتك لا يبدو لنا أن هذا كبرًا، لذلك ننصحك كلما تذكرت فضلا أنت فيه حرم منه غيرك مباشرة أن تنسب هذا إلى ربك، وقم بالحمد والشكر والثناء على الله بما هو أهله، وما دام الأمر لم ينعكس سلبًا عليك فأنت -إن شاء الله- على خير.

وفقك الله ورعاك والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً