الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الطرق الصحيحة للتوقف عن العادة السرية نهائياً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أمارس العادة السرية، وفشلت في محاولة التوقف عنها أكثر من مرة؛ حيث أتركها أحياناً شهراً، ثم أعود لها مرة أخرى، وأحياناً أتركها من أسبوع إلى أسبوعين وأعود لها، وأرغب جداً بتركها نهائياً، وأريد طُرقاً لتركها نهائياً.

قرأت في موضوع: أن الفتاة التي كانت تُمارس العادة السرية تكون علاقتها مع زوجها كلها تمثيل، أو بمعنى أصح لا تستطيع المتعة مع الزوج؛ لأنها تعودت على أن تكون المتعة خارجية فقط، فهل هذا صحيح أم لا؟

في انتظار إجابتكم، وجزاكم الله كل الخير على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما ذكرتيه حقيقة من أن الفتاة التي تمارس العادة السرية، وتستجلب الشهوة بفرك العضو التناسلي، لن تحصل بسهولة على تلك الشهوة عن طريق الزواج؛ لأنها تعودت على طريقة معينة للإثارة.

وكثيراً ما تصلنا استشارات تعاني فيها السيدات من عدم بلوغها (الأورجازم) مع زوجها؛ بسبب أنها كانت تمارس العادة السرية، والمسألة ترجع لك في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب قبل مرحلة الندم والفشل الأسري؛ لأن رأي الطبيبة وحده لا يكفي، بل يقع عليك عبء التنفيذ والقناعة بأن ما يتم فعله أمر ضار بصحتك الحالية والمستقبلة، وضار بمنظر فرجك من الخارج، وليس فيه شيء محمود على الإطلاق، لذلك أصبح لزاما عليك الإقلاع عن تلك العادة القبيحة والضارة.

والعادة السرية قبيحة؛ لأنها تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والانطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا ولا حتى قليلاً، ووقته مشغول وفكره مرتبط بهذه العادة وممارستها، والتي هي ناتجة من الفراغ والشعور بالوحدة، والتعرض للمثيرات الجنسية، أو التعرض للاستثارة الزائدة، أو وجود مشكلة عاطفية.

ومن بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة: هي الاعتراف بالخطأ والندم الشديد على ذلك، والرغبة الشديدة في التخلص منها.

ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردة في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة.

وللتخلص من تلك العادة أيضا لابد من البعد عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي التى تؤدي إلى الأرق ليلاً وعدم النوم، مع تجنب مشاهدة المسلسلات الغرامية أو الكتب الفاسدة والصور والأفلام، أي تجنب كل ما يثير شهوتك، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي.

والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).

إذن نشغل وقتنا بالقراءة دينا ودنيا؛ حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة في النفس، والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين يدفعون إلى المعصية ولا يعينون على الطاعة.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا الميدجاي حورس

    بارك الله فيك انرت طريقي انا وكل من قرأالموضوع ذادك الله علما وتقوا

  • fatima zohra..

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ادعوالله الكريم ان يعفو عنا ....

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً