الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاضطراب النفسي يسبب اضطرابا في الجهاز الهضمي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو المساعدة في حل مشكلتي الصحية المستمرة منذ شهرين، والتي بدأت بأعراض برد بسيطة، ثم تطورت إلى التهاب وضيق في المجرى التنفسي، وبدأت آخذ العلاج الذي استطاع إيقاف الالتهاب، والقضاء عليه.

لكن بدأت تظهر لدي أعراض جديدة كل يوم، وأشعر أني مريض جدا، وأني سأموت، فبدأت تظهر لدي حكة في البلعوم، وظننت أني مصاب بسرطان ما، ثم وصف لي علاج الحساسية، والحمد لله توقفت الحكة، ثم بدأت أشعر باضطرابات مستمرة في الجهاز الهضمي، تبدأ بقرقرة وغازات، والبراز تغير شكله ولونه، وينتهي بإسهال، ثم آخذ حب (الفلايجيل) فأعود إلى طبيعتي مدة قصيرة، أي 5 أيام ثم تعود المشكلة، وتبدأ الغازات وتغير البراز، وهكذا...

الأمر الآخر أني أشعر بدوار يحدث لي يوميا، حيث أشعر بصعوبة في التركيز، وكأني بأشد حالات النعاس، وأرغب في النوم، وأقوم بقياس ضغطي بشكل دوري، وأغلب الأحيان يكون بحدود (15-14-12 على 10-9-8).

أرجو مساعدتكم فقد تعبت كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل أعراضك هذه تأتي تحت ما يسمى بالأعراض النفسوجسدية، فمن الواضح أنه تأتيك أعراض جسدية بسيطة، مثل التهابات الجهاز التنفسي مثلاً، أو التهابات القولون أو البلعوم، ومن ثم يزداد القلق عندك، ويجعل هذه الأعراض تستمر بصورة أطول، وربما أكثر مما يسبب لك المزيد من القلق، وهكذا تدخل في هذه الدوامة ما بين الأعراض الجسدية ونشوء القلق، وقطعًا هي أعراض نفسوجسدية.

أيها الفاضل الكريم: العلاج في هذه الحالات يجب أن يكون سلوكيًا، ويتكون من الآتي:

• التفكير الإيجابي: لا تفكر سلبيًا، واسأل الله تعالى أن يحفظك من سيء الأسقام.

• يجب أن تعيش حياة صحية: الحياة الصحية تطلب ممارسة الرياضة، ومن أكبر وأفضل وأجمل الوسائل العلاجية في مثل حالتك هذه –خاصة اضطراب الجهاز الهضمي والتنفسي– هو الإصرار على ممارسة الرياضة بانتظام، رياضة المشي، الجري، كرة القدم.

• والحياة الصحية تتطلب أيضًا النوم المبكر، ترتيب الغذاء، التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات والتواصل الاجتماعي، إجادة العمل -هذا مهم جدًّا- واحرص على أمور الدين.. هذه كلها مدعمات قوية جدًّا لأن تعطي الإنسان حياة طيبة وهانئة.

• العلاج الدوائي: وُجد أن مضادات القلق والاكتئاب تساعد جدًّا في مثل هذه الحالات، فأنت سوف تستفيد كثيرًا من الدواء الذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) يُضاف إليه دواء آخر بسيط يُسمى علميًا (سلبرايد).

الباروكستين يسمى تجاريًا (زيروكسات) وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في العراق، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجراما –أي نصف حبة– تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً ولمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالسنبة للسبرايد والذي يسمى تجاريًا (دوجماتيل) فجرعته هي كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق محمد

    شكرا جزيلا اسال الله ان يحفظكم ويوفقكم لكل ما هو خير للناس شكرا جزيلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً