الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انطوائي وأخاف، فهل عندي الفصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 22 سنة، أعاني من الفصام، ولي أكثر من 7 سنوات، لكني لم أتناول أدوية من قبل، ولا أحد يعرف بمرَضي طيلة هذه السنوات.

أعاني من الخوف، حياتي من قبل كانت عادية، لكني بعد المرض صرتُ شخصًا آخر، أنا شخص انطوائي، والناس من حولي ينتقدونني بأبشع الكلمات، وأكثر شيء يرعبني، هو كيف أخبر أهلي؟ وكيف سيستقبلون الخبر؟! فالمرض دمرني!

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

لا أريدك أن تشخّص نفسك بنفسك، الفصام مرض ليس بالسهل، -أنا أمين وصادق معك في هذا السياق- وله معايير، وله شروط، وله أُسس يتم من خلالها التشخيص، والتشخيص يجب أن يكون عن طريق الطبيب، وليس كل طبيب، إنما الطبيب النفسي المختص والثقة. هذه هي النقطة الأولى.

إذًا أولاً التأكُّد من التشخيص، وهنا أدعوك أن تذهب الآن مباشرة للطبيب، ليس هنالك عيب في المرض، العيب هو أن يتأخر الإنسان أو يغطي على مرضه أو أن ينسحب اجتماعيًا دون سبب.

فالنقطة الأولى التي أدعوك لها: اذهب وقابل الطبيب واحكِ له أعراضك، دون أن تُسمّي أي مسميات، لا تفترض تشخيصات من عندك، هذا يضر كثيرًا بشروط المقابلة ما بين الطبيب والمريض.

اذهب، وَدَع الطبيب يُناظرك، يحاورك، يُخاطبك، قل كل ما يَرِدُ في خاطرك، وسوف يسألك الطبيب، وأجبْ عليه بدقة، وبعد ذلك سوف تُوضع الخطة العلاجية إذا كان هنالك بالفعل مرض الفصام أو أي أمراض مشابهة له، هذا هو المهم.

أنا أؤكد لك –يا أخِي تامر– أن التدخل الطبي المبكر، هو المهم، كل الذين أضروا بأنفسهم في كثير من الأمراض التي بدأت بسيطة جدًّا، أضروا بأنفسهم؛ لأنهم تأخروا في الذهاب للمختص، وهذا التأخير أدى إلى تعطيل في التشخيص، ولم يتم تناولهم للعلاج الصحيح، مما جعل الحالة تكون مُطبقة عليهم ومزمنة.

فأنا أدعوك مرة أخرى، أدعوك من كل قلبي، وما دمت تواصلت معنا في إسلام ويب، فمبدؤنا وديدننا، هو النصيحة، وهذا أمر مهم من أمور الدين، أن نتناصح، فأرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، وأنا أؤكد لك أن العلاج سهل، وسهل جدًّا، نحن الآن -بفضل من الله ونعمته- نعيش في وقتٍ توفَّر فيه العلاج، توفَّر فيه المختصون الأمناء، وبعد أن يتم تشخيص حالتك –كما ذكرت لك–، سوف تُعطى البرنامج العلاجي.

بعد ذلك، هناك العلاج غير الدوائي، هنالك برامج سلوكية، أنت ذكرت أنك انطوائي، وأنك منعزل من الناس، هذا قد يكون بالفعل بدايات الفصام أو قد يكون نوعًا من الاكتئاب النفسي.

أنت أيضًا مطلوب منك أن تؤهل نفسك من خلال التواصل الاجتماعي، المشاركة مع الناس في أفراحهم وأتراحهم، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تصلي مع الجماعة في المسجد، أن تكون بارًا بأهلك... هذا كله نوع من العلاج، لكن أمراضًا مثل: الانفصام أو الاكتئاب الشديد بدون دواء لا تُعالج، والدواء يساعد كثيرًا على عملية التأهيل التي تكلمتُ عنها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً