الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أطمح إلى التفوق، فكيف السبيل إلى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف يمكنني أن أحصل على علامات كاملة في امتحاناتي؟ أذاكر بجد ولكن أحياناً يصيبني الملل فلا أراجع، أو أحيانا أقول لنفسي إنني سأخسر درجة، وللأسف يحدث ذلك، أو أن فلانة سبقتني..وهكذا أقارن درجات هذا العام بالعام السابق، وأحاول أن أحصل على نسبة 96 في دراستي.

لدي صديقة بدأت تتفوق علي وهذا يقلقني غالباً، وأحاول أن أسيطر على نفسي، وأن لا أغار منها، وأعلم بأن الله سيعوضني عاجلاً أم آجلاً.

في بعض الأحيان أتردد في الأسئلة؛ وهذا يقلل من درجاتي، أمي وأبي أملهم أن أصبح طبيبة، وأحاول قدر المستطاع، ولكني أشعر أن ثقتي بنفسي تنقصني، هل هناك طريقة لرفع معنويات النفس بدون طرق الاسترخاء؟ أشعر بأن لا فائدة منها، مثلاً: كيف يمكن الاستعانة بعلاقتي مع ربي للتفوق بشكل أكبر؟ علماً أنه تبقى على الاختبارات النهائية 3 أسابيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التميز الدراسي والأكاديمي، والحصول على الدرجات العالية أو الكاملة أولاً بتوفيق -الله تعالى-، ثم باجتهاد الإنسان.

وهنالك نقطة مهمة جدًّا: يجب ألا تضعي على نفسك ضغوطات وتكون هذه الضغوط من صُنعك أنت، ومجرد الإصرار على الحصول على الدرجات الكاملة هو في حد ذاته نوعًا من الضغوط السلبية جدًّا، والشيء المهم هو أن تقومي بما عليك من اجتهادٍ ودراسةٍ وتحصيلٍ رصين، وبعد ذلك أنت لست مسؤولة عن النتائج، لكنك مسؤولة عن التقصير إذا كان هنالك تقصير. فالمهم في الأمر هو هذا.

الأمر الثاني: أنت مستواك متميز بفضل الله -تعالى-، ولا بد أن تشعري بهذه القيمة، أي أنك صاحبة مقدرات ومعارف حباك الله تعالى بها وحُرم منها الكثير من الناس، ففكري على هذا المستوى؛ لأنه يُحسِّن عندك الدافعية.

النقطة الأخرى: لا تهتمي كثيرًا بالمقارنات ما بينك وبين زميلاتك، أنا أعرف أن هذا أمرًا سائدًا، وهنالك تسابق ما بين البنات، حتى في زمننا كنا نحاول أن ننافس دائمًا على المواقع المتقدمة، فيتبادل الأول والثاني والثالث مراكزهم، وهذا أمرٌ طبيعي، وهو نوع من التنافس الصحي الجميل، لكن يجب ألا يكون تنافسًا مُعيقًا، يجب ألا أشغل نفسي بالطرف الآخر كثيرًا، وأسأل الله له ولي التوفيق، وهذا هو المفترض.

الأمر الآخر هو: ترتيب وقتك، ولا بد أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، والنوم المبكر مهم جدًّا، يليه الاستيقاظ لصلاة الفجر، ثم الدراسة في فترة الصباح قبل الذهاب للمدرسة، فهذا وقت جميل، ويكون فيه مستوى التركيز عالٍ جدًّا، ومستوى الدافعية لدى الإنسان ممتاز، والبكور أصلاً جميل، وبورك فيه كما أفادنا نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).

النوم المبكر يُجدد الطاقات، يُرمم الدماغ، ويجعل الإنسان في حالة استرخاء تلقائي، وبعد ذلك نظمي يومك حسب الشيء المتاح، والدراسة أيضًا مع زميلاتك والمراجعة معهنَّ من وقتٍ لآخر فيه سندٌ كبير جدًّا.

تمارين الاسترخاء لا أقول لك أنها سوف تحل كل مشكلة، لكنها جيدة وطيبة وجميلة جدًّا لمن يُمارسها.

أنت ليس لديك أي مشكلة، فقط لا تضعي ضغوطًا على نفسك، واجتهدي وجِدّي ورتّبي وقتك، وأسأل -الله تعالى- أن يوفقك.

هذا هو المطلوب. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً