الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع تكوين صداقات جديدة؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 27 عاما، للأسف ليس لدي أصدقاء، مع أني شخص خلوق جدا، ولا أعرف النفاق كما أغلب الناس, فلدي أوقات فراغ كبيرة، أصلي وأقرأ القرآن، ولكني أحتاج لشخص يكون صديقا، ولكن ليس لدي ولا أعرف ما حكمة الله في هذا الشيء.

برأيك لماذا أنا هكذا؟ ما الذي ينقصني عن غيري؟ علاقة الآخرين بي للمصلحة فقط، وإذا ما انتهت ذهبوا عني، أشعر بحالة ملل كبيرة، وأنظر للناس عندما أمشي لوحدي فتدمع عيني، مع أني كثيرا أحاول الاختلاط بهم، ولكن لا يجدي ذلك نفعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع، ولاشك أنك مررت بظروف معينة نفسية وأسرية واجتماعية... بحيث جعلت منك الشخص الذي أنت عليه، فأنت على هذا الحال ليس لمرض أو خلل في الشخصية، وإنما هي نتيجة الظروف التي عشتها، وهكذا كلنا، وبحيث لا يمكن أن نفصل بين مشاعرنا وطبيعة شخصيتنا عن الظروف التي مررنا بها وعشناها.

ربما أقرب ما يمكن أن نسمي الحالة التي عندك هي بعض الضعف في جانب النمو الاجتماعي، وأنك تميل للعزلة عن الآخرين، ويا ترى هل وصل هذا الحال عندك لحدّ الرهاب الاجتماعي، والتجنّب الكامل للقاء الناس، من الصعب أن نحكم بالقطع من خلال ما ورد في سؤالك، إلا أن هناك بعض ملامح هذا الارتباك أو الرهاب الاجتماعي.

ولكن كيف الحل؟

من الأرجح أن تجنب لقاء الناس لن يساعد كثيرا، وإنما يزيد صعوبات لقاء الناس والارتباك أمامهم، وإنما الحلّ هو بالإقدام على لقاء الناس والحديث معهم، فهذا مما يشجعك أكثر وأكثر، ويجعلك أقل حرجا من لقاء الناس والتفاعل معهم.

طبعا لا ننس أنك في ألمانيا، ولعلك أتيت إليها منذ مدة، لا أدري إن كانت قريبة أو بعيدة، إلا أنك قد تشعر بالغربة وببعض الصعوبات في التكيّف مع طبيعة الحياة في الغربة، والاندماج أو الانسجام مع المجتمع المحيط من حولك، فحاول أن لا تبتعد كثيرا عن المسجد أو المركز الإسلامي في المدينة التي تعيش فيها، فالمساجد والمراكز الإسلامية ولله الحمد، أصبحت منتشرة في بلاد الغرب، مما يمكن أن يخفف عن الناس مشاعر الغربة والاغتراب.

حاول أن تنمي علاقاتك وصداقاتك مع بعض الشباب المسلم، والذين هم قريبون من عمرك، فهذا يخفف عنك مشاعر الغربة، ويعينك على تجاوز هذه المرحلة، وعلى اعتياد الاختلاط بالناس.

وفقك الله، ويسّر لك الخير والفلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً