الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اطمأن قلبي لوجوب ستر الوجه والكفين لكن أهلي غير موافقين.

السؤال

السلام عليكم

قرأت كثيراً، وبحثت في حكم الحجاب الشرعي، واطمأن قلبي إلى وجوب ستر الوجه والكفين، ولكن أهلي غير موافقين، وقد حاولت إقناعهم ولمدة سنتين، ولكنهم لا يرون فرضيته، وحجتهم أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، فنحن نعيش في مصر، والمنتقبات يكون عليهن تضييق أكثر من غيرهن.

أفكر بارتداء النقاب بدون علم أهلي، ولكن ذلك صعب بالنسبة لي، وأريد رأيكم حول ما يمكنني فعله.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلًا ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يشرح صدر أهلك بقبول شرع الله -تبارك وتعالى-، وإعانتك على طاعته ورضاه.

بخصوص ما ورد في رسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-، فالذي يبدو منها أن أهلك موافقون على النقاب، وليسوا بمعارضين له، وهذا ما فهمت من رسالتك، وهذا -أيضاً في حد ذاته- توفيق من الله -تبارك وتعالى- لك ولهم، إلا أنهم نظراً للظروف الطارئة التي تعيشها البلاد يخافون أن تقعي في نوع من الحرج أو التضييق أو المتابعة أو أن تُتهمي بشيء لم تفعليه، فهم فقط يمنعونك من باب الحرص على مصلحتك.

هذا الكلام قد يكون فيه بعض الوجاهة؛ لأنه فعلاً قد يحدث هذا وقد لا يحدث، إلا أنه لا مانع حقيقة من أنك إذا وجدت فرصة وأنتِ خارج البيت أن تلبسي النقاب، خاصة وأن أهلك يبدو أنهم مضخِّمون الأمور، فإن المسألة ليست بهذا السوء في الواقع، وهناك أخوات منتقبات يمشين بكل حرية، ولم يعترض طريقهن أحد، ولم يسبب أحد لهن أي أذى، إلا أن هذا -في نفس الوقت- لا يمنع من إمكانية حدوث هذا، فأنا أرى أن تتوسطي في الأمر، خاصة وأنهم إذا علموا أنك تلبسينه من ورائهم، فقد يسبب ذلك نوعاً من الإزعاج لهم، ويشعرهم بعقوقك، وعدم طاعتك لهم، وهذا قد يُحدث بينك وبينهم نوعاً من الفجوة.

أنا أقول -بارك الله فيك-: ما دام قد شرح الله صدرك للنقاب، وأكرمك بتوافر القناعة الشرعية بأنه هو الفرض الذي فرضه الله على المرأة المسلمة، وما دام أهلك من حيث المبدأ لم يعترضوا على ذلك أو لم يمنعوك منه منعاً كلياً أو لم ينكروا ذلك، وهذا في حد ذاته توفيق من الله –تعالى-، فأنا أقول اجعلي الأمر بين الحين والآخر؛ لأنك لو تركتِ النقاب بالكلية، قد يأتي يوم لتلبسيه، فيعترضون عليك، ولكن أنت اجعلي ذلك عند ما تجدين فرصة مناسبة، فأنت أيضاً قد تضعفين مع استمرار لبس الحجاب، فقد تموت لديك الرغبة القوية الآن في فكرة النقاب، فلا مانع إن وجدت فرصة متاحة أن تلبسيه ولو لخطوات معدودات أو لدقائق معدودات.

إذا وجدت الأمر فيه مشقة، فلا مانع من خلعه، خاصة وأنه من الممكن أن يكون النقاب على رأسك ولا ينتبه لذلك أحد، فإذا وجدت فرصة قمت بتغطية وجهك، وهكذا مرة ومرة -بإذن الله تعالى-، حتى يصبح الأمر -إن شاء الله تعالى- مطمئناً، ومما لا شك فيه أن الوضع في البلاد في طريقه إلى الاستقرار، وأن هذه الزوبعة -بإذن الله تعالى- سوف تنتهي، وسوف تعود المياه إلى مجاريها، وسوف يعود الخير إلى مصر، ويعمها الأمن والأمان -بإذن الله تعالى- ونسأل الله –تعالى- أن يكون ذلك قريباً.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً