الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الرقية الشرعية على المصاب بالمس

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد حدث معي شيء غريب، وهو أنني كنت في يوم 25 رمضان سنة 2001 أستمع إلى الرقية الشرعية عن طريق أسطوانة مضغوطة داخل الحاسب الآلي بواسطة سماعات الأذن عدة مرات من الاستماع، لكن في مرة من مرات الاستماع أحسست كأن روحاً سوف تخرج من ركبتي إلى أعلى جسمي، وأحسست أنها قد خرجت هذه الروح وأصبحتُ خفيفا ًوأصبح كتفي خفيفين، حيث أن كتفي في السابق كانا ثقيلين، وأصبحت بعدها مسارعاً للخيرات ومحافظاً على الصلوات بشعور إيماني كبير، وأصبحت أصلي كل الصلوات في المسجد حتى صلاة الفجر التي كنت لا أصليها في المسجد وأصبح صدري منشرحاً، وأصبحت مطمئناً نفسياً وسعيداً جداً، وفي صلاة الفجر أقوم من النوم دائماً قبل الأذان دون أي منبه، وأصبحت أكره الخطأ، والله أقولها بصدق، أنزلت علي سكينة عالية جداً، وأصبحت مطمئن البال، وازداد عندي التركيز والذكاء وسرعة إقناع الناس بالدين وسماحته، وانتابني شعور بأنني سوف أجمع الناس وأصلح بينهم، ولكن بعد حوالي خمسة أشهر من هذا الحدث حيث حبست في الأمن الداخلي لمدة أسبوع بدأ يقل عندي هذا الشعور، وأصبحت لا أداوم كثيراً على صلاة الفجر حتى أصبت باكتئاب، وعولجت عند طبيب نفسي فأعطاني حبوب الاكتئاب، وبعد ستة أشهر أعطاني حبوب مثبت المزاج (Depakin)، ولكن عندما رجعت إلى المسجد ازداد خشوعي وكأنني سوف أجمع الناس لأحل مشاكلهم بعيداً عن المدينة في الريف، وفي الآونة القريبة صليت الفجر في الجامع، وأصبحت خفيفاً وأكره الخطأ، حتى بدأت أضرب كل من يعمل خطأ، وأحياناً كل كلمة أقولها أجدها في التلفزيون بعد انتهائي من هذه الكلمة مثل آية قرآنية، وفي هذه الفترة سمعت الرقية فأصبحت لا أتحكم في فكي، لقد أصبحت أسناني تضغط على بعضها، إلى أن حدث معي تكسر بسيط في أسناني، وارتفع فكي إلى أعلى دون أية إرادة مني.
أرجوكم ردوا علي بسرعة، ما هو الحل إذا حدث معي هذا التشنج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني أنصحك أن تبحث عن أحد المشايخ الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية ليقرأ عليك الآيات والأحاديث المتعلقة بحالات المس والسحر وغير ذلك؛ لاحتمال أن ما تعاني منه قد يكون مساً من الجن وأنت لا تدري، فإذا لم تجد أحداً -ولا أعتقد هذا- فأنصح أن تواصل الاستماع إلى الرقية من الاسطوانة التي عندك، وكم أتمنى أن تضيف إليها شريطاً اسمه (آية وأذان)، وهو عبارة عن الأذان مكرراً مع آية الكرسي مكررة في شريط واحد، ويمكنك أن تعالج نفسك بنفسك بهذه الطريقة.

واحرص أن تكون دائماً على وضوء، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، ولا تنام إلا متوضئاً وبعد الأذكار الخاصة بالنوم، وواصل الطاعة التي أنت عليها، ولا تتوقف عنها، ولا تضرب أحداً عن وقوعه في أي خطأ؛ لأن هذه طريقة غير جائزة شرعاً إلا لأهلك فقط إن اقتضى الأمر ذلك، وإنما عليك بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين، ولا تشق على نفسك أو على غيرك من إخوانك المسلمين.

وعليك بالدعاء أن يظهر الله لك الحق، وأن يصرف عنك كيد الشياطين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، ونحن هنا نضرع إلى الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وبالله التوفيق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً