الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة، وأشعر بالخوف والحزن من تعلّقي بها، أرشدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تعرفت على فتاة في المدرسة، وأنا أكلّمها، لكن تعلّقي الكبير بها وتفكيري الزائد يخيفني، مع شعور بالحزن.

أرشدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك (إسلام ويب)، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوصِ ما تفضّلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: من الطبيعي -ولدي الفاضل- أن تشعر بالتعلّق؛ لأنك الآن مقبل على فترة المراهقة، وهذه الفترة ليست بريئة كما تظن، ولا ينبغي أن تطمئن إليها، بل يجب عليك حتى تخرج من هذه الفترة -المراهقة- سالماً، أن تحسن محاسبة نفسك جيداً، وأن تعلم أن هذا الطريق شر مستطير، وأنه لا يسْلَم منه من أوغل في دربه وسلكه.

ثانياً: اعلم -ولدي الفاضل- أن الشيطان لا يريد نجاتك، بل يريد هلاكك، وسيشغلك حتماً بالفتاة، وسيظل يذكّرك بها؛ حتى يضيّع عليك جمال تديّنك وطُهْر سريرتك، مع ما سيلحق بك من فشل في دراستك، كل هذا ولن تحصل من تلك الفتاة إلا على الحرام وما يغضب الله -عز وجل-!

ثالثاً: لا زِلْتَ في مرحلة الطلب، وأمامك العمر الطويل –بإذن الله-، والله فرّغك الآن لدراستك، وقد لا تجد تلك الفرصة متاحة لك بعد ذلك، والعاقل -بُنَيَّ- من استثمر الفرصة واجتهد وحصَّل، فإنْ فعلت ذلك وُفِّقْتَ وَهُدِيتَ، وكلها سنوات قليلة، وتتخرج، وتصبح شيئاً فاعلاً في مجتمعك، وساعتَها تتمنى أيُّ فتاة أن ترتبط بك وأن تتخذك زوجاً.

رابعاً: قد منّ الله عليك بالستر فيما مضى، فلا تستمطر غضب الله عليك؛ فإن الله إذا غضب، فلا يقوم لغضبه شيء.

خامساً: نريد منك أن تتوب إلى الله توبة صادقة، وأن تترك هذا الطريق، وأن تستعين بالله على ذلك، وثِقْ أن الله سيعينك ويمدّك بمدد من عنده.

سادساً: لا تستمع إلى وساوس الشيطان؛ فإنه حتماً سيأتيك ليخبرك أنك لن تستطيع تركها، وأنه حب شريف، وأنك تريد الزواج منها، وأنك لن تجد مثلها، وأنها تحبك؛ وهذا كلام كذب، فلستَ –ولدي- الآن مستعداً للزواج، وشُغلُك بهذه الأمور -مع عدم المقدرة- عبث، والشيطان يريد لك ذلك.

اعلم -يا ولدي- أنك قادر -بإذن الله- أن تكون صالحًا، وقادرٌ أن تتجاوز تلك المرحلة وأنت طاهر النفس، وقادر أن تلحق بركب من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم: شاب نشأ في عبادة الله، فأقبِل على ربك، واتخذ من صلاتك في جماعة مستنداً لك، واشغَل فكرك دائماً بما ينفعك، ولا تجلس وحدك، ومارس أي نوع من أنواع الرياضة، واجتهد في صيام الإثنين والخميس، وستجد الفوز والفلاح حليفاً لك.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسدد خطاك، وأن يحفظك من كل مكروه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً