الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خالتي ترفض مسامحتي ولا أعلم كيف أنال رضاها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (21) عاماً، أحببت شاباً بعمري، وفي أثناء زيارتي لمنزل خالتي، هاتفت هذا الشاب، وطلبت منه الحضور، حتى أتمكن من رؤيته، أتى بالفعل، ولم تتجاوز مقابلتنا الخمس ثوان، بعدها قام حارس العمارة بإخبار خالتي، وقامت خالتي بالاتصال على والدتي، وأنبتها كثيراً، وقالت: بأن ما قمت به يعد عاراً، وأنني لم أحترم حرمة منزلها.

فسألتني أمي، فنفيت ما حدث، وقلت لها بأنني أخذت الطعام من شخص أجهله، وصعدت لشقة خالتي، ولكن خالتي قامت بالصراخ، وشتمي، واتهامي بأمور لم أفعلها.

لقد قدمت لأمي ولخالتي اعتذارات كثيرة، ثم هاتفتها بعد أسبوع للاطمئنان على صحتها، ولكنها كانت تقرأ كلامي ولا تجيب، وأمي ترفض زيارتها؛ خوفاً من الإحراج، ماذا يجب أن أفعل؟ فعلت الكثير، واعتذرت لها، لكنها تصر على تجاهلي، وتصر على شتمي، فما هو الحل؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ eso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، والاعتذار لخالتك، والاهتمام، ونؤكد لك أن الأهم هو التوقف والتوبة لمن لا يغفل ولا ينام، لأن إقبالك على الله، هو أقصر طريق لنيل رضا الأنام، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، وأن يرزقك التمسك والالتزام، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الأماني والأحلام.

لا شك أن الذي حصل، يدعو للرفض والغضب، فكرري الاستغفار لله، واعلمي أن ثقة الخالة سوف تعود مع الوقت، واهتمي بالتواصل معها، فالخالة أم، وننصحك بالاقتراب من والدتك، وكسب ثقتها، لأنها أفضل من تصلح بينك وبين خالتك والأهل.

ونذكرك - ابنتنا الفاضلة -، بأن الإسلام أكرم الأنثى، وأرادها مطلوبة عزيزة، لا طالبة ذليلة، فلا يستطيع كرام الرجال وكبارهم أن يصلوا إلى العفيفة، إلا عبر المجيء لدارها من الباب، والثناء عليها وعلى أهلها الأحباب، وطلب القرب، لأنهم من أهل الدين أولي الألباب، فأعرفي قدرك، واطلبي من كل من يحاول القرب التواصل مع أهلك ومحارمك، ثم عليه أن يأتي بأهله لتصبح العلاقة شرعية بالخطبة، ثم العقد، فالزفاف.

وثقي بأنَّ الشاب يحترم من تتأبى عليه، وتلوذ بعد الله بإيمانها، وحجابها، وحيائها، ولكنه يحتقر من تقدم له التنازلات.

وكم تمنينا أن تدرك بناتنا، أن إشراك الأهل منذ البداية يحفظها - بحول الله وقوته -، من عبث العابثين، وإشراك الأهل ومطالبته بمقابلتهم، هو أهم اختبار لصدق الشاب، وحق للفتاة أن تخاف، لأن في الشباب ذئاب.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، والسعي في رضاه، ونحرضك على كثرة الدعاء، ونتمنى الاستفادة من التجربة، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر مرتين.

وفقك الله، وسدد خطاك، وحفظك وتولاك، سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرار واصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً