الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخجل الشديد وأريد علاجًا مفيدًا ورخيص الثمن

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي، وأعاني من الخجل الشديد، فأنا أعاني من عدم تكوين صداقات منذ صغري؛ لخجلي الشديد، ووجدت أن أدوية الرهاب الاجتماعي باهظة الثمن، وتستمر لشهور طويلة.

سؤالي: هل يوجد علاج مفيد وذو فاعلية ورخيص الثمن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا بد أن يكون لديك العزيمة والتصميم التامين من أجل مواجهة الخجل الاجتماعي الذي تعاني منه، ويجب أن تُحسِّن من تقدير ذاتك، لا تُقلل من شأن نفسك –أيهَا الأخ الكريم– أنت لست بأقل من الآخرين، وأنت -الحمد لله تعالى- تدرجَّت في دراستك بصورة إيجابية جدًّا، وأنت الآن طالبٌ جامعي، وأمامك فرصة عظيمة لتندمج مع من هم حولك من الطلاب، وتتخيَّر المتميزين منهم لتكوّن معهم صداقات، هذا ليس بالأمر الصعب أبدًا.

وأريدك أن تنخرط في الأنشطة الرياضية، فهي مفيدة جدًّا، وتُزيل الخجل الشديد، وفي ذات الوقت معظم الجامعات بها أنشطة طلابية، هنالك جمعيات ثقافية، جمعيات اجتماعية، جمعيات خيرية، فأنا أنصحك -وبهدف علاج حالتك هذه ومن أجل تطوير مهاراتك الاجتماعية- أرجو أن تنضم لأحد هذه الجمعيات.

صلاة الجماعة أيضًا من الأشياء الطيبة والجميلة جدًّا التي تُعالج الخجل الشديد، بشرط ألا تكون في الصفوف الخلفية، حتى وإن بدأت في الصفوف الخلفية تقدَّم تدريجيًا حتى تصل للصف الأول، وفي الصف الأول ذاته تحرَّك حتى تصل وتكون خلف الإمام.

هذه علاجات من واقع الحياة، علاجات مفيدة، وكلها خير: الحرص على صلاة الجماعة، الحرص على التواصل الاجتماعي، الحرص على ممارسة الرياضة الجماعية، هذا كله مفاتيح للخير، وإغلاق للشر.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تتبع هذا المنهج، وهنالك فنيات اجتماعية بسيطة جدًّا نسميها بتطوير المهارات الاجتماعية للشخصية، مثلاً علِّم نفسك حين تُحيِّي الناس تكون مفوهًا، وتُكمل السلام، وتنظر إلى الآخر في وجهه، واعرف أن تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، هذا كله يُساعدك.

وفي الفصل الدراسي أرجو أن تكون في الصفوف الأولى، لا تكن في الصفوف الخلفية، لا تنزو، لا تنسحب، وحتى إن واجهك شيء من القلق وعدم الارتياح في بداية الأمر حين تُطبق هذه المواجهات سوف يختفي هذا القلق، وسوف تجد أن الأمور في غاية البساطة، وحين تتغلب على خجلك ومخاوفك هذه سوف تحسُّ بالراحة، وسوف تحسُّ بمردودٍ إيجابيٍ عظيمٍ.

هذا أمر أرجو أن تتبعه، وهذا النوع من العلاج يُمثِّلُ سبعين بالمائة من علاج حالتك، أما الثلاثون بالمائة الأخرى فتُعالج بالدواء، وهنالك دواء قديم –وهو دواء بسيط ورخيص جدًّا– هو عقار يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) وربما تجد له مسمى تجاريًا آخر في البلد الذي تعيش فيه.

جرعة الإمبرامين هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تتناولها يوميًا صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وهذه الجرعة هي الجرعة العلاجية في حالتك، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم جدًّا، بسيط جدًّا، ربما يُسبب لك جفافًا في الأيام الأولى للعلاج، لكن بعد ذلك لن تحسّ بأي شيء، ولا يُنصح باستعماله للذين لديهم ارتفاع في ضغط العين، أو تضخم في غدة البروستاتا، ولا أحسبُ أنك تعاني من أيٍّ من هذه الحالات التي ذكرتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً