الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهاب غدة بارثولان، وما مدى خطورة الناسور الشرجي؟ وما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا دكتورة: أنا التي أعاني من التهاب غدة بارثولان، ظروفي الخاصة لا تسمح لي بمقابلة الطبيبة الآن، هل يمكنني تأجيل ذلك لعدة شهور؛ لأني أدرس وامتحاناتي قرب وقتها، وهل إذا أجلت العملية وصبرت على هذا الالتهاب تحدث مضاعفات؟

مع العلم أني أخذت كمية من المضادات الحيوية، ولكنه يعاود الظهور بعد فترة عندما أقوم بأعمال ترهقني: كالنظافة، والغسيل -مثلًا- أو المشي كثيرًا.

ماذا يعني الناسور الشرجي؟ وهل هو خطير؟ وكيف يتم علاجه؟ وكيف ينتقل الالتهاب للدم؟ هل هو سرطان أم ماذا؟ وما مضاعفاته؟ وهل يسبب العقم؟

وأرى أن الالتهاب يظهر أحيانًا في الأشفار، حيث لاحظت انتفاخًا في اليمنى إلى الداخل، هل هذا يدل على انتشار الالتهاب؟ ولأني عندما أضغط أحس بشيء يخرج من فتحة الشرج، وأيضًا عندما أريد الإخراج أحس بأن مكان الغدة انتفخ، هل هذا يثبت أنني أعاني من الناسور الشرجي بين الشرج والغدة؟

مع أن هذه الأعراض خفت كثيرًا الآن بعد المضاد الحيوي، ومع الدعاء الدائم لله عز وجل.

أعاني من ألم شديد بعد الإخراج، مع العلم أن كل هذه الأعراض اختفت، ويبقى فقط أنني أحس بانتفاخ في المنطقة الحساسة عندما أبذل مجهودًا أو أضغط نفسي على عمل ما، ولا أحس به في غير ذلك.

أذكر أنني عندما ذهبت للطبيبة النسائية بخصوص هذا الخراج عندما فتح، أعطتني مضادًا حيوياً وقامت بتنظيفه بدون بنج، ولكنه عاود الظهور، ولم تقل لي: أنه غدة بارثولان، وسألتني:إن كنت أقوم بإزالة شعر العانة، فأجبتها: أحيانًا، ولكني لم أقل لها: إني قد جرحت نفسي عدة مرات أثناء الإزالة، وليست جروحًا كبيرة.

هل يمكن أن يكون هذا سبب البكتيريا التي سببت الخراج؟
وأوصتني بألا ألبس ملابس داخلية ضيقة غير قطنية، وألا أجلس كثيرًا في الغرفة، هل كانت تقصد أنني لا أجلس لوحدي بسبب الميول الجنسي أم ماذا كانت تقصد؟

آسفة، لكن -حقيقة- أنا محطمة نفسيًا، وصرت أفكر في هذه المواضيع بطريقة شبه دائمة.



أرجوك، أفيديني يا دكتورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Remas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تشخيص الكيسة أو الالتهاب أو الخراجة في غدة (بارثولين) لا يتم بشكل مؤكد إلا من خلال الفحص النسائي، والاطلاع على موقع هذه الخراجة وصفاتها, فغدة بارثولان تتواجد قرب فتحة المهبل, والكيسة أو الخراجة الناتجة عنها يجب أن تتوضع على أحد جانبي فتحة الفرج وإلى الخلف قليلًا, وفي أغلب الحالات فإن التشخيص يتم من خلال موضعها.

لكن بالطبع هنالك أسباب أخرى لتشكل الكيسات والخراجات في الفرج غير غدة بارثولين, فقد تتشكل -مثلًا- على حساب الغدد العرقية، أو الدهنية الملحقة بالشعر أو قد تتشكل بعد حدوث الجروح والرضوض في الفرج, أو عن أسباب أخرى لا مجال لذكرها هنا.

ونحن هنا لا نشخص الحالة بشكل نهائي, بل نوجه للاحتمالات الغالبة بناء على المعلومات الواردة, أما التشخيص النهائي فلا يتم إلا بعد عمل الكشف الطبي من قبل طبيبة مختصة.

إن المقصود بتعبير (الناسور الشرجي) هو حدوث اتصال يشبه القناة الصغيرة بين الشرج أو المستقيم وبين الخراجة, وهذا أيضًا لا يتم تأكيده أو نفيه إلا بعد عمل الفحص بطريقة معينة وبيد طبيبة مختصة.

على كل حال, أحب أن أطمئنك بأن الالتهاب في الغدة أو في الفرج لا يسبب حدوث السرطان, كما أنه لا يسبب حدوث العقم, لكن الالتهاب قد ينتشر, وتكرار تناول المضادات الحيوية قد لا يفيد في منع انتشاره؛ لأن الجراثيم تصبح مقاومة على هذه المضادات الحيوية ولا تستجيب لها مع التكرار؛ لذلك يجب اللجوء إلى العلاج الجراحي بالاستئصال, إضافة إلى تناول المضادات الحيوية, والتي يجب أن تكون حسب نتيجة الزراعة المخبرية.

من خلال ما ورد في رسالتك, فإنني أرى بأن الأولوية هي لمراجعة الطبيبة فورًا لعمل الفحص ولعلاج الحالة, حتى لو كنت مشغولة بالامتحانات, فإن وجدت الطبيبة بأن الحالة ليست حادة وغير مستعجلة, ففي هذه الحالة يمكنك الانتظار, أما إن تأكدت من تشكل خراجة أوحدوث ناسور شرجي, فإن الحالة ستكون مستعجلة, ويجب إعطاء الأولوية لعلاجها.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً