الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من زيادة ضربات القلب أثناء الحمل، فما سببها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة حامل عمري 32 سنة، وهذا هو الحمل الرابع، أعاني من زيادة كبيرة في ضربات القلب، كنت أعاني منها قبل الحمل ولكنها زادت، وتزعجني كثيراً، فلا أستطيع القيام بواجباتي تجاه زوجي وأولادي، فقام الطبيب بعمل تخطيط للقلب، وكانت نتيجته سليمة، وقمت بإجراء بعص الفحوصات قبل الحمل بعامين:

1- الضغط: 100/70.

2- الغده الدرقية: 0.27، وتحليل آخر 0.23

3- أشعة نووية للرقبة.

ثم كررت تحليل الغدة ثلاث مرات وكانت النتيجة سليمة، فقال لي الطبيب: قد يكون لديك بعض الالتهابات في الغدة، ولا أعلم سبب هذه الضربات السريعة، فأرجو الإفادة، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحمل يزيد من حجم الدم، ويزيد من الجهد الذي يقوم به القلب (حصيل القلب) مما يؤدي إلى زيادة عدد نبضات القلب، بما يقارب 15 نبضة في الدقيقة أكثر من المعدل الطبيعي، وبالتالي فمن الطبيعي جداً أن تشعر الحامل بدرجة من تسرع القلب، بل لأن تسرع القلب يعتبر عرضاً من أعراض الحمل، وإن هرمون الحمل يعمل على تنشيط عمل الغدة الدرقية، لذلك قد يحدث في الأشهر الأولى من الحمل درجة بسيطة من نشاط الغدة الدرقية عند ما يقارب 15% من الحوامل، لكن هذا النشاط يختفي، وتعود الغدة إلى طبيعتها بعد الشهر الرابع أو الخامس في غالب الحالات.

وبالنظر إلى التحاليل التي أرسلتيها، فإنها تعتبر منخفضة عن الحد الطبيعي بعض الشيء، أي أنها تظهر وجود زيادة في نشاط الغدة لكن بدرجة بسيطة، ومع تأثير هرمونات الحمل فإنها قد تكون تأثرت أكثر الآن، وحتى لو كانت التحاليل بعد تلك النتائج طبيعية، فإن هذا الانخفاض البسيط والذي اختفى قد يعاود الظهور الآن بتأثير هرمونات الحمل، لذلك يمكن القول بأن السبب المرجح لتسرع القلب عندك (بعد استبعاد وجود فقر الدم) هو وجود درجة خفيفة من فرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى تأثير الحمل، وزيادة حجم الدم وحصيل القلب.

فيجب متابعة الحالة عندك بحرص، ويجب إعادة تحاليل الغدة ثانية بعد انتهاء الأربعة الأشهر الأولى من الحمل، أي بعد (16 أسبوعاً)، فإن كانت التحاليل طبيعية، فيكون التسرع في القلب ناجماً عن تأثير الحمل فقط، وستعود الحالة طبيعية بعد الولادة -إن شاء الله-، وأما إذا كانت التحاليل غير طبيعية، فمعنى ذلك بأن هناك اضطراباً في عمل الغدة، ويجب تناول العلاج لها، وعندما يتم عمل التحاليل، فيجب أن تكون متكاملة بحيث يتم عمل ما يلي: TSH-FREE T3-T4.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً