الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حساس جدًا، وهذا أثّر على حياتي الخاصة والعامة، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، عمري 27 سنة، أعاني من مشكلة، ألا وهي أنني حساس جدًا، ولا أعرف كيف أتعامل مع الناس، فمثلًا: لو قلت كلمة عادية من باب المزاح، فبعد ثوانٍ أفكر فيها، وأقول في نفسي: "يا رب، أرجو أن يكون الشخص الذي أمامي لم يفهمني خطأ"، تحصل معي هذه الحالة بشكل يومي ومتكرر، وقد تمرّ عليّ ليالي لا أنام، وطول الليل أفكر في موقف حصل، ولا أستطيع إزالته من بالي.

قد يخطر في بالي موقف حصل قبل سنين، ولا يزال يتكدر خاطري منه، وقد لا أنام الليل بسببه، لدرجة تصل بي إلى إغلاق هاتفي، واعتزال الناس مدة قد تصل إلى أسبوع.

أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت شاب حساس بعض الشيء، لكنّك -الحمد لله تعالى- لا تلجأ إلى سوء التأويل حول ما تسمعه من الآخرين، إنما يظل عالقًا بتفكيرك، وتبدأ الاجترارات والتفكير المتكرر، وهذا نوع من النهج الوسواسي المصاحب للقلق لدى الأشخاص الحسَّاسين.

أيها الفاضل الكريم، العلاج يكون عن طريق التعبير عن النفس، تجنب الكتمان، التفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات يُقلّل الحساسية الشخصية، وفي ذات الوقت ناقش نفسك وحاورها، لماذا تكون حسَّاسًا؟ لماذا لا تكون مثل الآخرين؟ واجعل لنفسك قدوة من بعض الأصدقاء الذين تعرفهم من الذين يُعتبرون متوازنين نفسيًا، ولديهم التحمل، والقدرة على التعبير عن ذواتهم، هذا يُساعدك.

أيضًا مارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، واجعل لنفسك أهدافًا، وضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك؛ لأن الإنسان حين يدخل في تطبيقات عملية –أيًّا كان نوعها– يتحوّل فكره إلى طاقة انتاجية، بدلاً من أن يكون فكره قائمًا على الحساسية والوسوسة.

هذا هو الذي أنصحك به –أيها الفاضل الكريم–، وقد تستفيد كثيرًا أيضًا من دواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، والجرعة المطلوبة صغيرة جدًّا في حالتك، وهي خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرون مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم التوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء وبهذه الجرعة الصغيرة ممتازة جدًّا لعلاج القلق ذي الطابع الوسواسي الذي ينتج من حساسية الشخصية، والدواء ليس له أي آثار خطيرة، فقط ربما يُسبب جفافًا بسيطًا في الفم في أيام العلاج الأولى، كما أنه لا يُنصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مشاكل في البروستات، أو ارتفاع في ضغط العين.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل بإسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت riham

    السلام عليكم ورحمه الله بركاته بسم الله الرحمن الرحيم
    حاول تطنش وتصير اقوى من جذي واقرأ ادعية كل يوم صباح ومساء وصل صلاه الليل كل يوم حاول تكون اجتماعي كثر الامكان وتتمكن مع ناس اكثر والشي الي يخوفك تجاهله مره مرتين ثلاث لمن تشوفة انه خلاص صرت ماتخاف منه لاتغضب سريعا حاول تهدئ الاعصاب اخذ الامور بمزح اذا احد مزح معاك لاتاخذ الامور بجدية ابدا شي يضايقك قطه ورا ظهرك وحاول تكون اقوى اذا احد ضايقك لاتبينلة انك متضايق وكذا حاول تكون مومهتم لانه في ناس يسعدون اذا ضايقوا احد وفي ناس لا حاول تكون الفاظك مع ناس جميلة ومفردة لغه عربية ولطيفة وخفيفة
    لاتحاول تساعد الناس كلهم لانه في ناس ماتستاهل ان تساعدهم باجر بياخذون منك وبيقطونك حاول تهتم بصحتك اكثر وحاول بعد ان تعمل ممارسة الرياضة كل يوم تنشط الجسم ومفيدة او موشرط كل يوم عل اقل 3 ايام في اسبوع او 4 بالكثير حاول ان لاتشكي بقلبك حق احد انه تكتب مذكره فيها يومياتك حاول كثر المستطاع التعلم تطوير الذات وبس شكرا جزيلا وبالانتظار ردك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً