الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بضيق بالرغم أني أصلي وملتزم بالطاعات.

السؤال

تناولت دواء الاكتئاب والزولفت، وما زلت أحس بعدم التحسن، فما سبب الاكتئاب والخنقة المتواصلة؟ بالرغم أني أصلي، وملتزم -الحمد لله-ولدي أمل دائمًا، وأحيانًا أتفائل بسرعة، وأصاب باليأس بسرعة، وأمل كثيرًا، وأشعر أحيانًا باللا مبالاة، ولا أستطيع التواصل مع الناس، وأخجل جدًا لدرجة أن الخجل سبب لي مشاكل في الشغل، ومع أصحابي، بسبب الرهاب.

تعبت وأملي في الله -عز وجل- كبير، ثم في إسلام ويب أن يكون سببا في علاجي.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: لا شك أن المرض ابتلاء، فعليك بالصبر وعليك بالدعاء، وسل الله تعالى أن يفرِّج عنك الذي أنت به، ولا تدع للشيطان مدخلاً إلى نفسك أبدًا، الصلاة والعبادات هي أمرٌ واجب ومفروض علينا، وطاعة الله لا جدال حولها أبدًا، الإنسان يستسلم تمامًا لطاعة ربه، والابتلاءات -أخي الكريم- تزيد الحسنات، وتصرف المزيد من الابتلاءات، وقطعًا ثوابها مضمون بإذن الله تعالى.

أخي الكريم: الاكتئاب النفسي الذي لا يستجيب للعلاج -أي علاجات الخط الأول مثل ما فعلت أنت- هنا نفضل أن يتم تقييم الحالة بواسطة الطبيب النفسي، وذلك للتأكد من التشخيص، أو لمعرفة درجة هذا الاكتئاب، وإذا كانت هنالك أي مثيرات أو روابط مرتبطة به، والطبيب النفسي هنا يقوم أيضًا بإجراء الفحوصات الطبية، حيث يُعرف أن بعض العلل الطبية التي قد تزيد من الاكتئاب، ومنها على سبيل المثال فقر الدم، ضعف إفراز الغدة الدرقية، وحالات أخرى كثيرة.

والإنسان أيضًا يجب ألا يعتمد على الدواء الاعتماد الكلي، الدواء نعم يُساهم، الدواء يُصحح كيمياء الدماغ، فضل الأدوية كبير جدًّا، لكنها ليست الوسيلة العلاجية الوحيدة.

فيا -أخي الكريم-: التفكير الإيجابي مهم جدًّا، تحسين المشاعر والإصرار على أن نجعلها مشاعر طيبة مهم جدًّا، أن نعمل، أن نكافح، أن نجتهد، أن نستثمر وقتنا، أن نكون نافعين لأنفسنا ولغيرنا، هذا كله علاج وعلاج مهم جدًّا، يُضاف إليه ممارسة الرياضة، فالرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام.

والرهاب -يا أخي الكريم- يجب أن يُحقر كفكرة، ويُهزم كفعل، وذلك من خلال الإصرار على التواصل الاجتماعي، أن تندمج مع أصدقائك في العمل، هذا أمر جيد، أن تُشارك الناس في مناسباتهم، أن تزور المرضى، أن تصلي مع الجماعة في المسجد، أن تذهب إلى الأسواق هذا كله علاج، فأرجو أن تنتهج هذه المنهجية في حياتك، ولا تيأس أبدًا.

والأدوية إن لم تفدك في المرة الأولى إن شاء الله تعالى تفيدك في المرة الثانية، بشرط أن يتم مراجعتها؛ لأنه يوجد ما يُعرف بالخط الثاني بل الخط الثالث في العلاج، هذا معروف أيها الأخ الكريم، هنالك خلطات بين الأدوية، هنالك إنقاص، هنالك إضافة، فأعتقد أنك تحتاج لهذا المنهج من العلاج.

وعقار (زولفت) الذي تناولته دواء ممتاز، لكن ربما تكون الجرعة غير كافية، بعض الناس يحتاجون إلى أربع حبات في اليوم، وكما قلت بعض الناس يحتاج لأن نُضيف دواءً آخر، وهكذا.

فإن استطعت أن تراجع الطبيب أعتقد أن ذلك أمرًا جيدًا، وفي ذات الوقت كن متفائلاً أخي الكريم، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً