الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الخوف المرضي؟

السؤال

السلام عليكم.

سيدي، قبل كل شيء أستسمحكم وأطلب منكم بعض الإيضاحات حول مصداقية هذه الاستشارة للاطمئنان، فأنا سيدة متزوجة، ولي بنتان، أبلغ من العمر 38 سنة منذ أربع سنوات، وأنا أعاني من مرض احتار فيه الأطباء والرقاة، حيث أعاني من ضغط نفسي وخوف شديد، وفزع لا مبرر له، أخاف من المرض، خاصة الضغط الدموي الذي بدأت أكتشف مؤخراً أنه السبب الأول في مرضي، وذلك منذ أربع سنوات، حيث ارتفع ضغط الدم عندي، ولم أكن أعرفه فظننته نوعاً من المس، أو بداية الموت؛ فخرجت عن وعيي، وتصرفت تصرفات تدل على الفزع الذي أصبت به حينها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من المرض الغريب هذا، حيث أصابتني الكآبة، وأصبحت أعاني من الدوخة التي لا تفارقني!

أذهب إلى الرقاة يقولون لي: مس، وأذهب إلى الأطباء يقولون لي: ضغط نفسي، ذهبت إلى كل الأخصائيين في كل الاختصاصات، لكن دون جدوى! بدأ الوسواس يعتريني في كل خطوة أخطوها، أصبحت لا أثق في الأطباء ولا في الأدوية!

في السنة الماضية أعطاني طبيب أخصائي نفسي دواء أنافرانيل 100مغ لمدة 6 أشهر، أحسست بالراحة طيلة مدة العلاج، وبدأت أقوم بأشغال المنزل وأبنائي، وأحسست براحة عظيمة! لكن للأسف الشديد لم تدم تلك الراحة؛ فبمجرد أن تركت الدواء أي بعد شهر من انقطاعي عن الدواء بأمر من الطبيب عادت حالتي إلى أكثر مما كنت عليه؛ مما إدى إلى ازدياد وساوسي، وأصبحت أخاف من كل شيء، حتى الخروج والاندماج مع الناس، حيث انطويت على نفسي دائمة البكاء! والدوخة لا تفارقني، أصلي أدعوا الله أن يخفف عني آلامي منذ ثلاثة أشهر، طلب من الطبيب العودة لأنافرانيل مرة ثانية لمدة سنة، وبكمية 300 مغ في اليوم، وأكد لي أنني أشفى من المرض تماماً، ولكن بسبب الخوف الشديد الذي يعتريني وبسبب فقدان الثقة في الطبيب والدواء لم أتناوله، وغلقت الأبواب في وجهي، خاصة عندما أصبت برعشة شديدة في رجلي لا أستطيع معها المشي، وأصبحت أحس بالتعب الشديد!
ومما زاد في الطين بلة أنني ذهبت إلى اخصائية في الروماتيزم، وبعد التحاليل الطبية والأشعة قالت لي: إن الرعشة جاءتني بسبب أنافرانل، وطلبت مني ألا أتناوله!
أفيدوني، رحمكم الله! هل أتناول أنافرانيل أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: أنتِ مصابةٌ بمخاوف متعددة، ولكنها كلها تأتي تحت مظلة بايلوجية ونفسية واحدة .
أرجو أن تبعدي عن نفسك اليأس والسأم من أن هذا المرض لا يُعالج، بل على العكس تماماً توجد الآن وسائل علاجية فعالة ومفيدة، فقط نرى أنك بحاجة إلى الاستمرار على الأدوية لفترةٍ أطول، ويجب أن لا تنسي الجانب النفسي، وهو التركيز على الإيجابيات، وتناسي السلبيات.

بالنسبة للأنافرانيل هو علاجٌ فعال لعلاج المخاوف والاكتئاب والوساوس، لكنه ليس الأحسن، فالأفضل هي مجموعة الأدوية التي تعرف باسم Ssris، وأنسبها وأفضلها لك هو عقار الزيروكسات Seroxat، وتبدأ جرعته بـ 10 مليجرام، ويمكن زيادتها بمعدل 10 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة إلى 50 مليجرام، ويجب أن لا تقل مدة العلاج على هذه الجرعة عن ستة أشهر، بعدها تخفض الجرعة بواقع 10 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل إلى 20 مليجرام، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه الجرعة الوقائية لا بأس بها إذا طالت مدتها أكثر من ستة أشهر أيضاً.

العلاج الآخر هو الفافرين Faverin، أو سبراليكس Cipralex، ولكن أرجع وأكرر أن الأنافرانيل يُعتبر أيضاً علاج جيد، وقليل التكلفة، ولكنه كثير الآثار الجانبية، وتعتبر الأدوية الجديدة الأفضل.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً