الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقارات المستخدمة لعلاج الرهاب الاجتماعي وكيفية استخدامها

السؤال

في البداية أرحب بجميع العاملين بهذا المنتدى، وأشكر لهم جميع ما يعملونه لصالح هذا المريض، وعسى أن تكون مساعيهم أجراً عند الله!

أنا أشكوى من الرهاب الاجتماعي من مدة طويلة، ولقد أتعبني كثيراً مع أني أحاول مصارعته دون جدوى!

كدت أن أنفصل عن العالم الخارجي بسبب هذا المرض اللعين، ولكن بعد محاولات عدة بدأت أبحث عن وسائل للخلاص من هذا المرض، وكانت الوسائل مبدئياً بشراء بعض الكتب، ولكن دون جدوى! بعدها توصلت إليكم، وأنا راجي من الله تعالى ومنكم مساعدتي من هذا المرض، مع أني قرأت بأنه مرض يكون مكتسباً في الإنسان، وليس له علاقة بالشخصية.

على العموم لا أريد أن أطيل عليكم كثيراً، المهم أني قرأت أن هنالك بعض الأدوية المفيدة لحالتي، ومن أهمها السيروكسات، تناولت هذا الدواء، وأصبت بسبات إلى درجة أن نومي يستغرق ال15 ساعة في اليوم تقريباً، ويصاحب ذلك ضعف بسيط في الجنس، أعني - بصراحة - أتعبني كثيراً، وكانت فترة تناولي للعلاج 12 يوماً تقريباً، ومع ذلك لم أر منه تحسناً، فما الحل برأيك – يا دكتور - ؟ هل أستمر على العلاج بهذا الدواء، أو تنصحني بدواء آخر؟

ملحوظة:
استخدمت السيروكسات، والبوسبار، وكذلك الإندرال، فما هو رأيك؟ أريد الحل بأسرع وقت ممكن!
ولكم تقديري.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً على رسالتك، ونشكر لك ثقتك بالشبكة الإسلامية والعاملين بها.

الرهاب الاجتماعي من الحالات النفسية المنتشرة، ولكنه يا أخي ليس بالاستعصاء الذي تظنه، فهو يستجيب للعلاج بنسبة 85%، خاصةً بعد أن توفرت الأدوية الحديثة، ولكن هذه الأدوية لابد أن يلتزم الإنسان بتناولها للمدة المطلوبة، وبالجرعة الصحيحة.

كما أن العلاج السلوكي لابد أن يُصاحب العلاج الدوائي.

كثيرٌ من مرضى الرهاب يُصابون بدرجةٍ من الاكتئاب، وربما يكون حدث لك شيء من هذا، ولكن الحمد لله كل أدوية الرهاب تقريباً هي أصلاً أدوية لعلاج الاكتئاب النفسي، وهذا ليس مستغرب؛ لأن المسبب الكيميائي للاكتئاب والرهاب واحد تقريباً .

الزيروكسات يُعتبر هو أفضل دواء لعلاج الرهاب، ولكن لا تظهر الفعالية الحقيقية لهذا الدواء قبل ثلاثة أسابيع، ولابد أن لا تقل الجرعة عن 40 مليجرام في اليوم .

أتفق معك تماماً أن هذا الدواء ربما يسبب بعض الصعوبات الجنسية البسيطة في الأيام الأولى للعلاج، وقد وُجد أن هذه العلة تتحسن كثيراً أو تتلاشى مع الاستمرارية .

وعليه أرجو أن تواصل تناول الزيروكسات، وأن ترفع الجرعة إلى 40% في الجرام، وأن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر بأي حال من الأحوال .

الأدوية البديلة هي العقار الذي يعرف باسم سبراليكس Cipralex، وجرعة البداية لهذا الدواء هي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر .

وهنالك الفافرين أيضاً ربما يكون مفيد، ولكن اختيارنا الأولى هو الزيروكسات كما ذكرت سابقاً .

أرجو يا أخي أن تهتم بالعلاج السلوكي، وهو مواجهة مصادر الخوف مهما كانت، ويمكن أن تكون هذه المواجهة في صحبة من تثق فيهم أولاً، ثم تقوم بالمواجهة لوحدك، كما أن المواجهة في الخيال تفيد أيضاً، بمعنى أن تتفكر وتتأمل في موقف اجتماعي يسبب لك الخوف، على أن لا يقل هذا التأمل عن نصف ساعةٍ في اليوم، فقد وجد أن هذا النوع من التعرض في الخيال يُفيد كثيراً .

وبالله التوفيق.





مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً