الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالندم وتأنيب الضمير بسبب تجاوزاتي مع خطيبي السابق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أنا آنسة عمري (23) سنة، وزني (74)، وطولي (170)، فهل هذا مناسب؟ أنا ممتلئة بعض الشيء من البطن والجوانب والأرداف، لا أعاني من أي مرض -بفضل الله-، فما هي الوسيلة المناسبة للتخلص من الوزن الزائد في البطن والجوانب والأرداف؟

ثانياً: وهو الأهم، كنت مخطوبة لمدة عام، وبعد العام تم فسخ الخطبة منذ شهر تقريباً، بسبب المشكلة التي حصلت بين والدي وخطيبي، وقد حدثت بيني وبين خطيبي أثناء فترة الخطوبة بعض التجاوزات، وكنت أصاب بالإغماء أثناء تلك التجاوزت، مما جعل الخاطب يقول بأن لدي شهوة عالية، لكنني كنت أتوب إلى الله دائماً عن هذه التجاوزات، وكنت أشعر بتأنيب الضمير بشكل دائم، وكنت أتوب، ثم أعاود الذنب مع خطيبي وهكذا.

أنا نادمة جدً على ما فعلت، وأدعو الله بأن يتقبل توبتي، لكنني أشعر بتأنيب الضمير على ما فعلت، لقد تبت وعزمت على عدم تكرار هذه الأخطاء مرة أخرى، شعوري بتأنيب الضمير لا يكاد يفارقني، فأنا أشعر بأن سبب فسخ الخطبة هو ما فعلت، أنا نادمة على ما فعلت لكن لا يمكنني التخلص من شعوري بالذنب.

أرجو الاهتمام والمساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا شك أن ما حصل خطأ، ولكن التوبة تجب ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، والمطلوب هو الإخلاص في التوبة، والصدق فيها، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العودة، ثم عليك بالحسنات الماحية فإن الحسنات يذهبن السيئات.

وإذا ذكرك الشيطان بما حصل، فجددي التوبة وأكثري من الاستغفار، عندها سوف يحزن الشيطان ويندم، ولن يذكرك مرة أخرى، لأنك سوف تكسبي الحسنات، والشيطان يدفع الإنسان لفعل الذنب، فإذا وقع فيه عظم في عينه الذنب، وخوفه من الفضيحة، ثم يحزنه ويحاول أن يوصله إلى اليأس والقنوط، ويجتهد في منعه من التوبة، فإذا تاب وعمل صالحاً قعد له في الطريق، وأشعره بأنه أقل من الآخرين، وأنه كذا، وإن الله لن يغفر له، والعلاج لكل ذلك يكون بصدق التوبة، ثم بتجديد التوبة كلما ذكرك بالمعصية، واعلمي أن عدونا يحزن إذا تبنا، ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، وكوني فقيهة عارفة بمكائد الشيطان، والفقيهة أشد على الشيطان من الف عابد.

ومن المهم الستر على نفسك، وتفادي مثل تلك التجاوزات حتى مع من يتقدموا لخطبتكم، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، ومما يدل على عظمة الشريعة وحكمها ما حصل معك، واحمدي الله الذى نجاك وأشكريه، واقبلي عليه، واحمدي الله على هذه الشريعة التي فيها صيانة للأعراض.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرصي على التواصل مع موقعك، والاستفسار من الأحكام الشرعية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً