الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير مقتنع بجمالها وأرى صعوبة في طلاقها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في التاسعة والعشرين من عمري, مغترب وأهلي أيضاً، قمت بالخطبة عبر أهلي، وهم قاموا بالخطبة عبر الإنترنت, والمهم خطبت بنتاً على غير قناعة بجمالها.

أقنعت نفسي وقلت سوف أستطيع استساغة جمالها, لكنني لم أستطع، وقد سجلت الزواج بالمحاكم، ولم أدخل بها ولكني أجد نفسي في هذه النقطة عندما تخلو بنا اللحظات معاً بأنني لا أشتهيها، إنما ألزم نفسي إلزاماً بالتقرب الجسدي منها.

أنا في حيرة خوفاً من كلام الناس علي أو على عائلتي، وأخشى من الله بالطلاق من أجل الجمال!

حبذا لو تشيرون علي بالأفضل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يقدر لكم الخير ويبعد عنكم الشيطان، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

الجمال جمالان: جمال في الظاهر وجمال في الباطن، وجمال الظاهر عمره محدود، لكن جمال الروح بلا حدود، وأرجو أن نؤكد ونذكر بأن كل فتاة جميلة، بل دعنا نقول: كل فتاة أعطيت مئة بالمئة، ولكن الفرق في توزيع الجمال، فهذه قد تعطى ثمانين في المئة من جمالها في وجهها، وأخرى قد تكون الثمانين بالمئة في قوامها ومشيتها وتقاطيع جسدها ووو ..فتأمل!

من هنا فإن الأشقياء في مسابقات ما يسمى بملكات الجمال يعطون درجات لكل جزء من الجسد، وقد يستغرب الناس كيف فازت فتاة وهناك من هي أجمل من وجهة نظرهم!

ابحث في زوجتك عما ذكرنا، وانظر إليها بعين الرضا، وضع أختك في مكانها، وأسرتك في مكان أسرتها، هل نرضى للأخريات ما لا نرضاه لبناتنا ولا لأنفسنا؟!

من المهم النظر إلى جمال الأخلاق والدين والأصل والأهل، وعذوبة الكلام، والفهم للحياة بمتطلباتها، والتفاعل والتواصل، واستمع إلى التوجيه النبوي، (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر) واعلم أن الكمال محال، فكلنا ناقص بن ناقص، وكذلك الأمر في النساء.

وأرجو أن تعلم أن الشيطان قد يقبح الجميل، لأنه لا يريد لنا الحلال، ولا الزواج، والأمر كما قال ابن مسعود رضى الله عنه لشاب خشي أن يكره زوجته: (إن الحب من الرحمن وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم) فتعوذ بالله من عدو همه أن يحزن أهل الإيمان.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله والقرار لك، ونحن نميل إلى تقبل الفتاة وفق التصورات الصحيحة للجمال، وبعد التعوذ بالله من الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه، ثم عليك بكثرة الدعاء والصبر، فإن العاقبة لأهله، وتذكر قول الله: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات ابوعمر

    الاخ محمد السلام عليكم ، والله وكأنك تتحدث عني الظروف واحده تماما ، لكني قمت بفسخ الخطوبه لانني شعرت انني لن اكون سعيدا معها وهي ايضا لن تكون سعيده معي ، واخذت القرار وتيقنت بكلمه هي : لا تأخذ فتاه تظل تقنع نفسك بها ولكن خذ الفتاه التي حين تراها تقول في قرارة نفس هذه الفتاه التي ابحث عنها ... ، حالتك صعبه نوعا ما ، لك حلان لا ثالث لهما اما انك تتزوج وسبحان الله ممكن ان تقتنع بها وانا استبعد هذا الاحتمال- وفي حالة عدم الارتياح يمكنك ان تتزوج بثانيه فيها الموصفات التي تتمناها ، والحل الثاني يمكن ان تطلق وهذا صعب لكنه حل نهائي وجذري ... اتمني لك التوفيق

  • مصر ابا اليوسف

    إذا كان الأصل في النكاح هو ان يعف المرء نفسه من الوقوع في جريمة الزنا او المعاصي وعدم غض البصر وذلك لم يحصل في حالك فليست الأخلاق وحدها تكفي لسد حاجتك من الزواج فمن حقك ان تتزوج بأخرى بشرع الله لتعف نفسك وليس من الضروري الطلاق

  • قطر بن سالم

    نفس المشكلة، غير معجب بجماهل تماما، جمالها نسبي و احس ان فيه كثير اجمل منها، و لكن، هي محترمة جدا و مؤدية و الاهم هي تعشقني و تفعل المستحيل لارضائي ففي هذه الحالة الجمال تغني عنه اشياء اخرى. فتفكر في حالك فاذا كان هناك اشياء اخرى تعوض عن الجمال (النسبي و لا نقول غير جميلة) فتوكل على الله ثم استخير ثم اكمل معها. اما اذا كان هناك اشياء غير جيدة في اخلاقها بالاضافة الى كونها غير جميلة افتعقد والله اعلم انك ستنفر منها مع مرور القوت ونصيحتي لك، استخر الله مرة و اكثر ثم اتخذ قرارك و الخيرة فيما اختاره الله و ادعو لك بالهداية و الرشاد و الذرية الصالحة.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً