الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض جسدية ونفسية وأرجو أن تفيدوني بما أفعله!

السؤال

السلام عليكم

أشعر بصداع يومي وعدم تركيز، وكثرة النسيان، وضيق، وثقل في الصدر، وإرهاق عام، ورغبة دائمة في النوم، وعند الاستيقاظ كأني لم أنم، وسرعة الغضب على أتفه الأسباب، والتسرع في عمل الأشياء وعدم التمهل، والأكل العاطفي، ووجود نسبة قليلة من الوسوسة في الوضوء والصلاة، وأشياء أخرى يمكن السيطرة عليها، وللعلم أنها كانت كبيرة، وبفضل الله تغلبت عليها دون أدوية.

وعندي نظرة تشاؤمية تلقائية في التفكير، وتضخيم للأخطاء الشخصية والمشاكل والأمور الحياتية، وتقليل من قدراتي، وعدم الثقة في النفس، والتدقيق في الأفعال، بحيث أريدها أن تحدث بصورة صحيحة 100٪، وهذا يعيقني جدا في التعامل مع الناس، والعمل، وكل شيء.

هذه الأعراض منذ (10) سنين، والمشكلة أني أعرف الصح والخطأ، وأعرف أني ليس علي أن أغضب بسرعة، وألا أتسرع في أفعالي، وأن الأشياء العادية لا ينبغي أن أضخمها، وأن أكون متفائلا، ولكن الأمر يحدث بصورة تلقائية، وكأني غير متحكم في مشاعري أو أفكاري، حاولت أن أدرج نفسي وأعوّدها على هذه الأمور، ولكن دون جدوى، وإذا حملت نفسي على التفاؤل؛ أجد نفسي مبالغا جدا في التفاؤل، حتى أنني أتحدث بسرعة وأشعر بالغرابة.

ذهبت لـ (3) أطباء نفسيين في مصر، وملخص تجربتي يقولون: إن ما تعانيه شيء بسيط، فأنت كلامك متزن، وواع. ويعطونني أدوية، وأحدهم لم يعطني أدوية نهائيا، وكنت أتحسن على الأدوية خصوصا آخر دكتور، ولكن يحدث أن -لا أدري- يقل تأثير الأدوية، وأحد الأدوية التي أخذتها سبّب لي شيئا من التململ، وعدم الرغبة في الجلوس، فأبدله لي الدكتور ب(دباكين كورن) وفهمت أنه يمكن أن يكون لدي اضطراب ثنائي القطب، وأن هذا الدواء نشط الجانب الانشراحي، ونتيجة ظروف سفري لم أكمل.

ولي تجربة في الجانب الديني، حيث أني ذهبت إلى رقاة أحسبهم ثقة، وكان هناك تأثر كبير، وألم في البطن، وحاولت أن أستمر في الرقية لوحدي لكني لم أستطع؛ فأنا أشعر بالثقل عند الرقية، وعند غيرها، وأنا الآن لا أستطيع الذهاب لطبيب، ولا أدري ما أنا فيه، وماذا أفعل؟

دلوني، وفقكم الله لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالرغم من أنك ذكرت بعض الأعراض في بداية رسالتك مثل الصداع المستمر، وعدم التركيز، والنسيان، والإكثار من النوم، إلا أن بعد ذلك معظم الأشياء التي ذكرتها هي سمات للشخصية، مثل سرعة الغضب، وعدم الثقة في النفس، والتشاؤم، ومحاولة أن يكون كل شيء مائة بالمائة، وأنت مُدركٌ لهذه الأشياء.

ثانيًا: لقد ذكرت أن هذه الأعراض منذ حوالي عشر سنوات، ولم تذكر كيف كان مسارها في هذه المدة، هل بنفس الحِدَّة؟ بنفس القوة؟ بنفس الشدة؟ أم أحيانًا تنخفض وتزول؟

ثالثًا: كم كان مفيدًا لو ذكرت عمرك الآن، وماذا تعمل؟ وكيف أثَّرت هذه الأشياء على أدائك في العمل؟

أما بخصوص أن إعطاءك (الدباكين كرونو) يعني أنك عانيت، أو الدواء سبب لك انشراحًا زائدًا ممَّا يعني أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، فأنا لا أرى هناك علامات واضحة لهوسٍ لتناول هذا الدواء، والتململ قد يكون عرضًا لبعض مضادات الذُّهان، والانشراح الزائد يتأتى من مضادات الاكتئاب، ويمكن إعطاؤك الدباكين كرونو لتحسين المزاج، أو لتأرجح المزاج، فأحيانًا يُعطى لتأرجح المزاج وليس لاضطراب ثنائي القطبية.

لا أستطيع أن أصف لك دواءً بعينه، ولكن نصيحتي لك أن تحاول أن تستعين بمعالج نفسي، ويتطلب ذلك عدة جلسات لمساعدتك للتغلب على بعض سمات الشخصية التي تُضايقك كثيرًا، أو حاول أن تلجأ إلى طبيب نفسي آخر؛ لمحاولة الوصول للتشخيص الدقيق والصحيح لحالتك.

من هذه الأمور والأشياء التي ذكرتها لا يمكن الوصول إلى تشخيص دقيق، كل ما يمكن أن أذكره أنها مشاكل في الشخصية، وعادة المشاكل الشخصية تُعالج بالعناية النفسية وليس بالأدوية.

وفقك الله، وسدد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً