الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة وأريد الزواج بها، فكيف تكون الثقة بيننا؟

السؤال

السلام عليكم
شكراً على كل الجهود المبذولة منكم لإفادة الجميع.

أنا على علاقة مع فتاة منذ سنوات، وأرسلت مؤخراً أهلي إلى بيتها لإعطاء وعد بالخطبة، وتحديد موعد لها.

الإشكال المطروح في حالتي يتمحور حول الكذب وتأثيره على العلاقة الزوجية مستقبلاً، فقد طلبت مني أن تذهب إلى بيت جدتها المريضة لزيارتها وزيارة خالاتها وبعض الأقارب فرفضت، فوافقت على عدم الذهاب ثم خدعتني وذهبت، فاكتشفت أمرها وحلفت بأنها لم تذهب، ولما واجهتها بالأدلة اعترفت وطلبت السماح.

علماً أنها تخاف مني جداً أن ترفض لي أمراً، حيث أخبرتني أن الأهل أصروا على حضورها وخشيت أن تقول لي: لا، لأنها تعلم ردة فعلي فكذبت.

علماً أنها غير معتادة الكذب، وأنا كثير الوساوس، وأعترف بأني أضغط عليها كثيراً من هذا الجانب، حيث أني أحلفها على أبسط سبب، وأسألها عن ماضيها كثيراً، وعلى علاقاتها.

بعد هذه الكذبة راودني الشك في كل ما كانت تقوله لي سابقاً وهل أستطيع أن أكمل العلاقة في جو قد يسوده الكذب؟ فربما تكذب علي مرة أخرى بعد الزواج، مع أنها حلفت بأنها أول مرة كذبت علي، لأنها خافت أن تغضبني، ووعدتني بأنها لن تكذب مستقبلاً مهما حصل، فكيف أتصرف؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابننا- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ويقدر لك الخير ويحقق الآمال.

أرجو أن تتوقف عن الاتصال والتحقيق والتدقيق حتى تكتمل العلاقة الشرعية التي تجبرها على طاعتك والصدق معك، حيث أنها ستخرج من عصمة أوليائها وسلطانهم إلى سلطانك، ولن تملك عند ذلك إلا أن تطيعك وتصدق معك.

نحن لا نوافق على كذبها ولكننا نقول لك: إذا أردت أن تطاع فعليك بالأمر المستطاع، واعلم أن معظم النساء عند خوفهن لا يحسن تقدير الأمور، ومن الطبيعي أن يعالجن الخطأ بما هو أكبر، وليس من الصواب أن تطلب منها كثرة الحلف، واسم الله عظيم، فابن حياتك على الصدق وتقيد في كل أمرك بأحكام الشرع، وتب إلى ربك مما سلف وكان، من الاتصالات والعلاقات التي امتدت في الظل والظلام لسنوات.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، وكلنا أمل في أن تحول العلاقة لتصبح شرعية، ولا نؤيد انسحابك للسبب المذكور، ولا نوافق على استمرارك دون غطاء شرعي يحكم العلاقة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، وتعوذ بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال ولا الخير.

سعدنا بتواصلك ونفرح باستمرارك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً