الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت زميلتي وأريد أن أرتبط بها ولكنها لا تلتزم بالحجاب، أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أحب الالتزام وأسعى إليه دائما، لم أتزوج، ومشكلتي أني عندما أحب أن أتزوج من فتاة؛ أتعلق بها، وتقدمت للخطبة أكثر من مرة، ولكن لم يحدث نصيب.

أعجبت بزميلتي في العمل، وأحببت أن أرتبط بها وأتقدم إليها، وهي أحست مني ذلك، وقبلت رغبتي، ولم أتحدث إليها حتى الآن، ولكن المشكلة عندما نويت أن أتقدم إليها؛ ترددت، ولم أستطع لعدة أسباب، هي تصلي وتحافظ على الصلاة في وقتها، لكنها ليست ملتزمة بالحجاب، متحررة نوعا ما، ولكنها على خلق، فهي من وسط اجتماعي مرتفع، فقررت أن أصرف نفسي عنها، وحدث، ولكن علمت أنها قد تعلقت بي، وكانت تنتظرني؛ لكي أفاتحها في الأمر، وحزنت مني، واشتكت زميلاتها عدم وفائي والتزامي معها.

أحسست بالذنب ناحيتها، وعاودت التفكير بها مرة أخرى؛ فهي إنسانة طيبة قليلة الحيلة، وقد توفيت والدتها منذ أسابيع، فبعثت لها رسالة تعزية، وعندما عادت إلى العمل رأيتها تنظر إلي؛ لكي أذهب إليها وأواسيها، ولكن اكتفيت برسالتي لها، وأدعو الله أن يهديها إلى الالتزام والحجاب، وأن يصلح من حالها.

ماذا أفعل؟ هل أفاتحها في الأمر وأعرض عليها أمر الحجاب؟ وماذا لو رفضت؟ فأنا قد تعلقت بها أيضا، وزاد ذلك إحساسي بالذنب ناحيتها، وما تسببت لها من ألم نفسي ومعنوي، فلم أكن أعلم أنها قد تعلقت بي لهذا الحد.

أرشدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير، ويحقق لنا ولكم الآمال.

إن مدحك لأخلاق الفتاة، وميلك إليها مؤشر إيجابي، وإشعارها بأهمية الالتزام بالحجاب، وبتوجيهات السنة والكتاب، واستجابتها لذلك أمر حاسم في بناء أسرة على القواعد الصحيحة.

ونحن ننصحك بعدم استعجال الرفض، ومن حقك أن تسأل عن أحوالها، وتبحث، كما أن من حقها أن تبحث عن أحوالك وتسأل، وننصحك بأن تشرك أسرتك في الأمر، والنساء أعرف بالنساء، فإن وجدت خيرا ورغبة في الخير، والالتزام؛ فلا تتردد في إكمال المشوار، وإن كان الأمر غير ذلك؛ فنحن لا ننصح بالتهاون والمجاملة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير.

سعدنا بتواصلك، وسرنا إحساسك بالفتاة، ونؤكد لك أن المرأة صادقة في عواطفها، وأن في تركها كسرا لها خاصة بعد وفاة أمها، ونذكرك بأن الرجل لن يجد امرأة بلا عيوب، كما أنه ليس بخال من النقائص، وكلنا مطارد بالنقائص، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، والواحد منا لا يرضى مثل هذا الموقف لأخته، أو بنته، فكيف نرضاه لبنات الآخرين.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، ونسأل الله أن يسعدكما، ونشرف بمساعدتك، ونأمل أن يحالفك التوفيق، ولك منا الدعاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً