الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتجاوز حاجز العزلة وأتخلص من خجلي من الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا وبارك في جُهودكم.

لدي مشكلة وهي أني كتومة، ولا أستطيع التعبير عن مشاعري، فإذا أردت أن أُعبر لأحدهم عنها، بدأ قلبي يخفق وفي أحيان ترتعش بعض أعضائي، وأندم كثيرًا على فوات الفرص، حتى عتبَ عليّ البعض.

حين أرى من أُحبهم وأُكن لهم الاحترام تأتيني نفس هذه الأعراض، هذه الحالة معي منذ قُرابة الأربع سنوات، حتى أني أعود من الاجتماعات العائلية وأبكي حُرقة على صمتي المُطبق، وصعوبة إخراج مشاعري والتحدّث مع الناس.

اُحب الكثير من الناس، وأتمنى أن أكون شخصية منطلقة واثقة من نفسها ومحبوبة.

أتمنى أن أجد لديكم الحلّ الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ rajeyah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

أكيد هناك حلّ بل حلول متعددة لما عرضت من صعوبة، أعانك الله وخفف عنك.

أولا: يفيد أن تحددي وتمسّي هذه الصعوبة، وهي بكل بساطة الخجل أو الرهاب الاجتماعي حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية والأسرية، وكما تجدين صعوبة في الحديث مع أقرباء والناس وربما خاصة الغرباء، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية كالقلق والتنميل والتعرق والارتعاش وضعف التركيز؛ ربما في فهم ما يُقال لك، وبالتالي فقد تشعر بعدم الرغبة في الخروج من البيت أو الاختلاط بالناس، وقد يسبب هذا شيئا من الحزن والانطواء، وبالتالي يزيد من صعوبة مواجهة الناس، مما يقلل عندك من طبيعة الحياة الاجتماعية، ويدخل الإنسان في الدائرة المعيبة.

وربما بسبب كل هذا فأنت قد لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وربما تهربين من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمينها للآخرين.

فما العمل الآن؟

إن تجنب لقاء الأقرباء والناس، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس وزيارة رهبة لقاء الآخرين، ولذلك عليك الاستمرار بلقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين أن مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال لهذا الحال هو العلاج السلوكي والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادي على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصلي إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح، إن الكثير من المتحدثين العظام كانوا قد عانوا مما تعاني منه الآن، وهي مرحلة وستتجاوزينها مع الزمن.

وبالإضافة للعلاج النفسي المعرفي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.

أنصحك أولا أن تحاولي علاج الأمر بنفسك بالخروج ولقاء الناس ومحاولة الحديث ولو القليل، والإقدام على مقابلة الناس... ولكن إن وجدت صعوبة كبيرة في هذا ولم تنجح محاولاتك، فلا تترددي بزيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي فهذا قد يختصر لك الزمن، وعندي شعور بأنك ستستطيعين القليام بكل هذا من نفسك.

حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد

    شكرا لك ايها العلامه الكبير لقد افاداني هزا الرد كثيرا فان حالي مثل حال هزه الفتاه وقد اعجبني ردك كثيرا شكرا مره ثانيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً