الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انعدام القدرة الجنسية والاكتئاب، هل من علاج لها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أم لشاب عمره ٣٥ سنة، أعزب، ولم يسبق له الزواج، يعاني من أزمات نفسية منذ المراهقة، لازمته إلى الآن، وخلالها عزل نفسه لسنوات بعيدا عن الأصدقاء والجيران.

زرنا أطباء نفسيين، والتزمنا بجرعات الدواء كما وصفوا لنا، وحالته النفسية أخذت منحنيات ما بين الشدة والهدوء، حيث وصلت به لحد الشطط، فالأفكار والأمور المسلم بها الآن هو في الظاهر يبدو إنساناً طبيعيا، قادرا على التعامل الذكي مع الناس دون علاج، ويمارس عملا جيدا، ويتمتع بدماثة الخلق.

والمشكلة باختصار هي: انعدام الرغبة الجنسية، وقلة نسبة هرمون الذكورة للحد الأدنى المطلوب، بالإضافة لفقدان الانتصاب والقذف، وعدم تأثره بأي مثيرات.

ابني عاني صغيرا وشابا من أمراض نفسية كالاكتئاب والفصام والوسواس، وإلى الآن يعاني أيضا، مع قدرته على التحكم في نفسه، والمعارف والجيران يضغطون علي بكثرة سؤالهم عن عدم زواجه، وما سبب ذلك؟ ويرشحون عرائس، وهو لا يجد الرد المناسب، ويعاني من إلحاحهم، فهل من علاج لحالته؟ لأني كأم أريد الاطمئنان عليه، وأريد ردا مناسبا للناس لأنني في حيرة ولا أعرف بماذا أجيبهم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك الثقة في إسلام ويب.

بفضلٍ من الله تعالى هذا الشاب قد تخطَّى مراحل المرض الحاد، وهو الآن ممتاز من ناحية الفعالية، وهذا مهمٌّ جدًّا.

الذي يهمني دائمًا ليس تشخيص المرض أو مسمياته (فصام – اكتئاب – وسواس، وغير ذلك) هذا ليس بالمهم، المهم هو أن يلتزم الإنسان بعلاجه، وأن يكون فاعلاً، وهذا الأخ أو الابن –حفظه الله– له فعالية، له عمل، له تواصل اجتماعي، وهذا أمرٌ جيد، وأنا أعتقد أنه من الضروري أن نُحفِّزه على ذلك، أن نُعطيه دائمًا إشارات إيجابية بأنه متميِّزٌ اجتماعيًا، بأنه إنسانٌ مفيد لنفسه ولغيره، ويجب أن يسير على هذا النهج.

بالنسبة لموضوع صعوباته الجنسية: هذه يمكن أن تُعالج، دعيه يذهب إلى طبيب مختص في أمراض الذكورة، والآن -الحمد لله تعالى- تُوجد أدوية مُحسِّنة لمستوى هرمون الذكورة، وأدوية مُحسِّنة للرغبة الجنسية وللأداء الجنسي، الأمر في غاية البساطة وفي غاية السهولة.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: دعي أحدًا يتكلم مع ابنك العزيز حول هذا الموضع دون حرج، ودون أن يجرح مشاعره، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يُقدِّم له المساعدة اللازمة، فأرجو أن تخطو هذه الخطوة، وإن شاء الله تعالى يتزوج ابنك ويسعد بذلك، وكذلك أنتِ.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً