الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف السبيل إلى الزواج رغم ظروفي القاسية؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 34 عامًا، قضيت فترة العشرينات من عمري في العمل بمجال الكتابة، وتأليف الكتب العلمية، ولكن لم أجد التقدير المالي نظرًا لانهيار سوق الكتاب العلمي في مصر، وعدم تقدير المواهب الشابة، تنقلت من عمل لآخر دون الاستقرار في مجال بعينه.

حاليًا أعمل كمدرب في إحدى المراكز التعليمية، وأدرس برمجة مواقع الويب على أمل أن أجد عملاً في هذا المجال، خصوصًا مع حبي الشديد له.

مشكلتي أني أمر بظروف نفسية قاسية نتيجة تقدم العمر، وعدم قدرتي المادية على الزواج للأسباب التالية:
1- تركتني خطيبتي السابقة؛ لأن مرتبي لا يتجاوز الألف جنيه، وهي تريد وظيفة بدخل جيد، وبها استقرار دائم، وهذا أثر فيّ نفسيًا.

2- قامت عمتي عقب وفاة والدي رحمه الله بالاستيلاء على نصيب والدي في العمارة التي نسكن بها، ولم تترك لي أو لأخي شقة واحدة بخلاف شقة والدي، وهي في وضع الإيجار وتسكن بها والدتي.

3- اقترحت على والدتي أن أتزوج في نفس شقة والدي، وتقيم الزوجة مع والدتي وأخي سوف يتزوج في شقته التمليك، وعلى الرغم من سهولة هذا الاقتراح، ولكنه يسبب مشكلة لي بسبب ما يلي:

- والدتي طيبة، ولكن للأسف بها بعض الصفات التي قد تتسبب في مشاكل مع زوجتي في المستقبل، وهذه الصفات هي الإهمال في صحتها، وعدم أخذ دواء السكر في مواعيده، والكذب في بعض الأحيان والعناد، وعدم تقدير الأمور بقدرها، والعصبية في بعض الأحيان الأخرى، وعدم حفظ الأسرار.

- عمتي تسكن في نفس العمارة، وحدثت الكثير من المشاكل والمشاحنات بيننا وبينها وأسرتها امتدت لأقسام الشرطة والمحاكم بخصوص الاستيلاء على الميراث.

- عدم موافقة الكثير من الفتيات وأهاليهم على وضع إقامة الزوجة مع أم الزوج في منزل واحد بسبب ما قد يحدث من مشاكل، ولقد قوبلت بالرفض من الكثير من الفتيات بسبب عدم وجود شقة مستقلة للزوجة.

4- اقترض مني أحد أصدقائي مبلغ عشرين ألف جنيه، ولم يستطع أن يسدد إلا خمسة ألف جنيه فقط، وقد قمت بإقراضه هذا المبلغ من الأموال المخصصة لزواجي بغرض فعل الخير في ظرف ما، ولكنه تأخر كثيرًا عن موعد السداد، حاليًا لا أملك غير ثمن الشبكة ووظيفتي، فكيف السبيل إلى الزواج والعفاف وسط هذه الظروف القاسية؟

فكرت في استئجار شقة قانون جديد للزواج، ولكن هل هذا حل عملي؟ وهل سيوافق أهل العروسة على ذلك؟

لا أريد أن أتأخر في الزواج أكثر من ذلك، ولكن ظروف المادية القاسية لا تمكنني من التقدم لأي فتاة، وأخشى أن يتم جرحي نفسيًا مرة أخرى لقلة ما لدي من أموال.

أرجو أن تساعدوني في إنهاء معاناتي النفسية خصوصًا، وأنا أرى أقاربي يتزوجون الواحد تلو الآخر، وهم أصغر مني بسنوات، وأنا عاجز غير قادر على الزواج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الموهوب- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوسع رزقك، ويبارك لك، ويصلح الأحوال، وأن يرزقك ببنت الحلال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

أسعدنا اهتمامك بالثقافة، وأعظم بها من بضاعة، وأفرحنا دخولك عالم التأليف، بالإضافة إلى اهتمامك بالتدريب والتأهيل، وكل ذلك مما يعينك على التقدم بعد توفيق الإله، فتسلح بالصبر واملأ نفسك بالثقة بالله والتوكل عليه، وظن بربك خيرًا وتفاءل بالخير، وسوف تجده بحول الله وقوته.

واحرص على بر الوالد واجعل سعيك في رضاها، واغتنم كل عرض تقدمه، واقترب منها واحتملها، واعلم أنه لا خير في زوجة تريد أن تعزلك عن والدتك، وأمك ثم أمك ثم أمك.

ضع يدك على نقاط القوة، وابدأ بالمعطيات الجاهزة، وأشرك الوالدة في التفكير معك، والبحث لك عن العروس، واعلم أنها سوف تسعد بأطفالك ويهمها إسعادك.

إذا رفضتك فتاة أو تخلت عنك أخرى، فلا تحزن فليس عيبًا في الشاب أن تتركه فتاة، وثق بأن الفقر ليس عيبًا، والإنسان بدينه وأخلاقه، وليس بدرهمه وديناره.

حاول تجميع ما تستطيع وأعد ترتيب أوراقك، ونتمنى أن تجد من يعاونك، وهذا جزاء من يعاون إخوانه، ولا تنزعج ففي النكاح الغنى، ألم يقل العظيم: { إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله }، واعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأن في الاجتماع على الطعام البركة.

ولا يخفى على أمثالك أن نعم الله مقسمة، وكلنا صاحب نعمة والعاقل الموفق هو الذي يتعرف على نعم الله عليه، فيؤدي شكرها فينال بشكره المزيد، وتذكر أن للرزق مفاتيح من أهمها هذه العشرة الأمور التالية: المحافظة على الصلاة، وبر الوالدين، وصلة الرحم، الاستغفار، التقوى، الاستقامة، مساعدة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، الإنفاق بما يتيسر، سلامة الصدر، وحب الخير للآخرين.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم ببذل الأسباب، ثم التوكل على الكريم الوهاب، وتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يجلب لك اليأس، واسأل الله توفيقه والسداد.

وفقك الله ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا نورة

    اسال الله ان يقر عينك اخي الفاضل بالزوجة الصالحة التي سوف تعينك على دينك ودنياك ولا تحزن طالما انك على دين وخلق فلن يضيعك الله واعلم انه لربما كان الخير لك في الانتظار لنيل الافضل باذن الله وفقك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً