الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سلوكيات ابني وأخيه الشاذة، ما الحل المناسب لها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابني يبلغ من العمر خمس سنوات، لاحظت عليه تصرفات غريبة؛ وهو أنه يجعل أطفالا من عمره وأصغر منه يخلعون ملابسه الداخلية، ويريهم عضوه، فأخذت ابني وسألته: لماذا تفعل كذا؟ ومن فعل ذلك؟ فأبى أن يجيبني؛ خوفا أن أوبخه وأضربه، ولكن أعطيته الأمان، وسألته فقال لي: إن أخاه -عمره 10سنوات- يأمره بأن يخلع ملابسه، ويفعل به حركات، وسألته عن الحركات، وفهمت أنها (اللواط)، أخوه من أبيه يفعل به اللواط، ويأمره أن لا يخبر أحدا! ماذا يجب علي أن أفعل تجاه طفلي وما تعرض له؟ وهل يجب علي إخبار والدهما؟ علما بأن أباهما يوبخهما ويضربهما إذا أخبرته، وما هو العقاب المناسب لأخيه الأكبر منه؟ وكيف أحمي ابني منه؟.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شهد حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا بهداية الأطفال وصلاح الأحوال، وتحقق الآمال.

ما حصل مزعج ومشكل، والحمد لله أنك تنبهت، وقد أسعدنا تصرفك الهادئ الذي أوصلك إلى ينبوع الشر، فاقتربي من ابنك، واشكريه على اعترافه، واستري عليه، ونتمنى أن تتعاملي مع ولد زوجك بهدوء وحسن تعامل، ثم ناقشيه، وحذريه من عواقب الممارسة التي يقوم بها، وخوفيه من غضب الوالد عليه إذا عرف ما يقوم به من ممارسات وأخطاء.

ومن المهم مراقبة طفلك وأخيه، بل راقبي كل الأطفال الذين يدورون في فلكه من أصدقاء، وجيران، وأقرباء، وننصحك بعدم إشراك الأب في هذه المرة، وأملنا أن لا تحتاجي إليه.

والأم الناجحة تستر على الأطفال، وتقوم بواجبها في التصحيح، وبهذا تكسب ثقة الأطفال وطاعتهم وحبهم، ودائما ما نحذر من إدخال الأب الشديد والأب المتساهل، وأرجو أن تجلسي مع ابن زوجك، وتتحاوري معه؛ لتتعرفي على مصدر السلوك؛ حتى تتمكني من المعالجة الشاملة للإشكال، وخلع شجرة الشر من جذورها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بعدم التهاون مع الإشكال؛ حتى لا يتسع الخرق على الراقع، وعليك بكثرة اللجوء إليه، وراقبي الأطفال، بل حاولي التفريق بينهم في المضاجع، وشاركيهم في اللعب، وتجنبي إظهار الانزعاج، أو إعلان العجز.

ومما يعين الأطفال على ترك الخطأ ما يلي -بعد توفيق الله-:
1- التوجيه اللطيف.
2- التعليم للصواب.
3- النبرة المعتدلة.
4- إعلان الجوانب الإيجابية لتكثر الإيجابيات.
5- إياك والتوبيخ أو التجريح، وتجنبي حشد الأخطاء، وكثرة الملامة.
6- حاولي معرفة فهمه للسلوك؛ حتى ينسجم التوجيه مع المرحلة التي وصل إليها.
7- استغلال ما حصل من موقف كميدان للتربية وفرصة للتوجيه.

سعدنا لتواصلك، وأفرحتنا يقظتك، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاحهم، ونشرف بالمتابعة معك؛ حتى تصلك التوجيهات التي تتناسب والتطورات، وتنسجم مع الفئات التي ينتمون إليها.

ونسأل الله الهداية لأبنائنا والبنات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً