الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني أفكار معينة تقطعني عن الحديث، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أتمتع -ولله الحمد- بأسلوب جيد في الحديث، بداية مشكلتي حدثت عندما كنت في حلقة ذكر مع زميلاتي، وكنت أقرأ عليهن من كتاب يتحدث عن الجنة، فطرأت علي فكرة أثناء حديثي بأن أحدثهم بأسلوب شيق يبكيني ويؤثر في الجميع، فشعرت بكتمة وضيق في النفس، وبدأت أشعر بالخوف، فتركت الكتاب، وأكملت إحدى الموجودات الدرس.

تلك الفكرة لا تستوجب ردة الفعل التي حدثت، ولا أعلم ماذا حدث لي غير تلك النوبة التي حدثت لي بشكل مفاجيء، ثم تكررت مرتين، فأثناء حديثي في المجلس بطلاقة، تباغتني فكرة معينة تجعلني أقطع كلامي وأتوقف عن الاسترسال في الحديث، رغم أنني أتمتع بالثقة في نفسي -والحمد لله-، ولكنني لا أعلم لم أصبت بهذه الحالة، وبهذه السرعة!

أحياناً أنسى تلك الفكرة وأنسجم مع الآخرين، وأحياناً أخرى تراودني طوال الوقت ولا أستطيع طردها، وأود التخلص من تلك الحالة التي تنتابني، وأخشى أن تؤثر على ثقتي بنفسي وعلاقتي بالآخرين، فكيف السبيل لذلك؟ وهل هناك عبارات أو تمارين معينة تساعدني في ذلك؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أولاً: أقول لك: بارك الله فيك على المشاركة في حلقة الذكر هذه، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد للجميع.

بالنسبة لما يحدث لك: الفكرة التي تُفاجئك هذه هي فكرة وسواسية، والأفكار الوسواسية المفاجئة تكون مصحوبة بدفعات قلقٍ قوية جدًّا، والقلق قد يأخذ طابع نوبة الهرع أو الخوف المفاجئ والشديد، وهذا قد يجعل الإنسان يفقد السيطرة على نفسه، ويجد مخرجًا ممَّا هو فيه، وفي حالتك أنت قمت بترك الكتاب، وأكملتْ إحدى الحاضرات الدرس، فالحالة أو الفكرة فكرة وسواسية، قلقية، مصحوبة بالخوف، ونعتبرها حالة ظرفية مسبَّبة، ولا أعتقد أن لديك أي سمة من سمات الخوف الاجتماعي، فالوساوس يُعرف عنها أنها قد تأتي دون أي مُقدِّمات، فهي فكرة مفاجئة، متسلطة، مستحوذة، وتأويلها وتفسيرها يؤدِّي بالفعل إلى الخوف والقلق.

أيتها الفاضلة الكريمة: التجاهل في مثل هذه المواقف هو العلاج الأحسن، أي تجاهلي هذا الموقف تمامًا، وليس من الضروري أبدًا أن يتكرر، وإن تكرر يجب ألا تتفاعلي وتتعاملي معه بالتجنُّب، أي الابتعاد وإيقاف النشاط الذي أنت منخرطةً فيه، وكان من المفروض أن تواصلي القراءة مع أخذ نفسٍ عميقٍ وبطيءٍ دون أن يُلاحظه أحد، هذا يكفي تمامًا لإجهاض مثل هذه النوبات، فالتجاهل مهم جدًّا.

الأمر الآخر هو: أن تُطبقي بعض التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي إليها وتُطبقي ما ورد بها من إرشاد، وحاولي أن تتجنبي الكتمان، وأن تُعبري عمَّا بذاتك، فالقلق يتولَّدُ من الكتمان في كثير من الأحيان.

النقطة الأخيرة هي: إذا لم تختف هذه الحالة تمامًا فأنا أقول لك: من المستحسن أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسيين، وغالبًا سوف تحتاجين في هذه الحالة -أي حالة عدم الاستجابة الإيجابية-، سوف تحتاجين لتناول أحد مضادات القلق الوسواسي، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، ولن تحتاجي للدواء لمدة طويلة، وسوف يكون بجرعة صغيرة -إن شاءَ الله تعالى-.

باركَ الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً