الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تعاني في أغلب الأوقات من فقد كبير في الذاكرة

السؤال

السلام عليكم

والدتي بعمر 60 عاماً، منذ 15 سنة أصيبت بسرطان في الثدي، والحمد لله، اختفى بعد العلاج بالكيماوي، وقبل سنتين انتقل الورم إلى المخ، فأجرينا لها عملية استسقاء لتصريف الماء عبر أنبوب إلى البطن، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح.

حالها بدأ يسوء جداً، حيث أنها تعاني في أغلب الأوقات من فقد كبير في الذاكرة، لدرجة أنها لا تعرف أبناءها، ولا تعرف بيتها وزوجها، وتريد أن تخرج من البيت وتقول: إن هذا ليس بيتنا وتتحدث عن أشياء كانت في الماضي، كأنها ما زالت تعيشها، ثم تعود إلى طبيعتها وكأن شيئاً لم يكن، وهي تعاني من انسداد فظيع بالشهية، وكذلك ضعف عام في جسمها أيضاً، ولم تعد تستطيع المشي.

كذلك لا تستطيع أن تتحكم في التبول، وعندها خفقان ودوخة وضيق في التنفس، ورعشة بالأطراف، ودائماً تشعر بالبرد.

جميع التحاليل والأشعة، والحمد لله، ممتازة، وطبيب مخ وأعصاب أفاد أنه لا يوجد بها أي شيء، وأيضاً لا يوجد انتشار للورم حالياً، وهي ما زالت تأخذ جلسات كيماوي كل أسبوع.

هل هذه الأعراض أعراض نفسية أم أنها من عملية الاستسقاء أم من أي شيء آخر؟ وهل بالإمكان أن تعود لطبيعتها؟ وما هو العلاج المناسب لها؟ وإن كان لابد لمراجعة الطبيب فأي طبيب نقوم بزيارته؟ ولأي تخصص طبي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الحقيقة فإن الوالدة حفظها الله تحتاج في هذه المرحلة من تطور الورم إلى الإقامة في أحد المستشفيات التي تعتني بحالات كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، خصوصاً وأن الورم في المخ لا يقتصر تأثيره على تصريف الماء إلى البطن، ويتطور ويضغط على النسجة المحيطة، وبالتالي فإن الخلل في الوظائف الحياتية يعتبر لأسباب عضوية أكثر من كونها أسباب نفسية.

علماً أن الأمراض المزمنة مثل الأورام والسكر تؤدي إلى حالة من الاكتئاب والحالة تحتاج إلى عدة تخصصات مثل المخ والأعصاب، والباطنة والصدر والقلب والكلى، بالإضافة إلى خدمات التمريض، ولذلك كما أشرت تحتاج الوالدة للإقامة والحجز في أحد المستشفيات لتلقي تلك الخدمات.

من المهم إعطاء الوالدة -حفظها الله ويسر لها الشفاء- وجبات خفيفة ومتكررة، تحتوي على العسل والتمر وحبة البركة، وزيت الزيتون وسلطة الفواكه، خصوصاً الفواكه ذات اللون الأسود، مع إمكانية اقتناء أسطوانة أكسجين كبيرة في المنزل، لإعطائها جلسات أكسجين كلما شعرت بضيق التنفس.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً