الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل ووصف لي طبيبي علاجا نفسيا غير العلاج الذي أتناوله، فأيهما أفضل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

متزوجة، وعمري 30 سنة، ولدي طفلة، حصلت لي ظروف عائلية أثرت علي نفسيتي، ففي طفولتي كنت شديدة الحساسية، وأشعر بأني كبيرة ومسؤولة، لم أعش معنى الطفولة الحقيقي، تعرضت للضرب الشديد المبرح من والدي، والتحطيم، ونعتي دائما بالفشل والتقصير المادي، وأمي كانت ضعيفة الشخصية، كما أنها طريحة الفراش منذ قرابة العشر سنوات، بعد ما أصابها نزيف دماغي، أما أخي فهو يصغرني بسنة، وهو سندي في هذه الدنيا، أصيب بمرض السرطان الدماغي، وتوفي قبل عام، وقبل أربعة أشهر بالضبط شعرت بصداع قوي لا ينفك أبدا، ولا تنفع معه الأدوية المسكنة.

عرضت نفسي على طبيب الأسنان والأنف والأذن والحنجرة، وطبيب المخ والأعصاب، وكلهم أجمعوا بأني سليمة، وذهبت لطبيب نفسي، وشرح لي بأن لدي اكتئابا وقلقا نتج عنهما صداع عصبي مزمن، وصرف لي دواء السبرالكس 20 والريزال50، فتحسن نومي، واختفى الصداع تماما، وأصبحت إيجابية، ولكن زاد وزني بسبب شهيتي المفتوحة، وانعدمت لدي الشهوة الجنسية.

راجعت الطبيب في تاريخ 19 أكتوبر، وأمرني بقطع السبرالكسً، وأخذ دواء برستيك، وتناولت منه لمدة يومين فقط، واكتشفت بأني حامل، فأوقفته وذهبت لاستشارته، فأخبروني بأنه سافر ولن يرجع قبل أسبوعين.

ثم ذهبت لطبيب آخر، فوصف لي دواء ريميرون نصف حبة قبل النوم، وحاليا لي 6 أيام آخذ الريميرون، ونومي متقطع وقليل، وأخاف كثيرا، وأصبحت عصبية جدا، أشعر بالدوار وعدم التركيز، وأشعر بالخدر في مقدمة لساني، ودائما ما أكون حزينة باكية، ولدي صداع بنسبة 30%، جاءني اتصال من طبيبي الأول يفيد بأن علي أخذ دواء ديباكين 200مل، وسيروكويل200مل، فأرجو مساعدتي، لأنني احترت بين الريميرون وبين أخذ الديباكين والسيروكيل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خجل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت ذكرتِ أنك الآن حامل، وأنا لا أنصح أبدًا باستعمال الأدوية التي ذُكرت، وهي: الـ (دباكين Depakine)، والـ (سوركويل Seroquel)، وحتى الـ (ريمارون REMERON) يجب ألا يتعدَّى خمسة عشر مليجرامات في اليوم.

فترة الحمل -الأربعة أشهر الأولى على وجه الخصوص- هي فترة تخليق الأجنة، قطعًا لا ننصح باستعمال الأدوية، وأنا أقدِّر وأحترم جدًّا رأي زملائي الأطباء، لكن قطعًا الطبيب الذي قال لك تناولي الدباكين والسوركويل لا يعلم أنك حامل، وأنا أود أن أزفَّ لك بُشرى كبيرة جدًّا، وهي أن فترة الحمل دائمًا فترة استقرار نفسي في معظم الحالات، فتلقائيًا -إن شاء الله تعالى- أمورك سوف تستقر.

فالآن من ناحية العلاج الدوائي: إمَّا أن تستمري على الريمارون، أو تستبدليه بأحد الأدوية القديمة والتي أثبتتْ سلامتها أثناء الحمل، الدواء يعرف تجاريًا باسم (تربتزول Tryptizol)، ويسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline)، دواء مُحسِّنٌ للنوم، مُحسِّنٌ للمزاج، له آثارٌ جانبية بسيطة، مثل الشعور بالجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج.

فإن وافق طبيبك على التوقف عن كل الأدوية -حتى الريمارون واستبداله بالتربتزول- أعتقد أن ذلك سوف يكون قرارًا جيدًا ويَصُبُّ في مصلحتك.

جرعة الإمتربتلين/تربتزول هي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، لا تتناوليه في وقت متأخر من الليل، حتى لا يُسبب لك بعض التكاسل والنعاس في الصباح، وخمسة وعشرين مليجرامًا قد تكون جرعة كافية، وإن لم يتحسِّنَ نومك ومزاجك فيمكن أن ترفعي الجرعة حتى خمسين مليجرامًا ليلاً.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا الجوهرة

    اختي عليك بأقرب مركز تحفيظ للقران الكريم وتفسيره انتي بحاجة للقرب من الله وغذا روحك من السماء أما العلاجات النفسية فأضرارها أكبر بكثير من منافعها وشوفي كيف كل دكتور يعطيكي شيء وحتظل كذا طول عمرك وصدقيني محد رح يقولك خلاص شفيتي ولستي بحاجة علاج ..انصحك نصيحة انك توقفي هذي العلاجات وترقي نفسك وربنا يشفيكي وتصيري عون

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً