الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي يعيق مسيرة تقدمي في الحياة والعمل، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 28 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، تخطيت المرحلة الجامعية، ولدي آمال وطموحات كبيرة في خيالي ودفاتري، الرهاب يمنعني من تحقيقها، صحيح أنني أشعر بتحسن كبير عن السابق، من حيث أنني أقابل الآخرين، وأذهب إلى الأماكن العامة، ولكن مشكلتي في التحدث، حيث أنني أرتبك وأتلعثم، خصوصا لو أردت أن أسرد كلاما طويلا، أو أذكر موقفا، فما يحدث أنني أختصر اختصارا مخلا، لذلك أفضل الصمت.

وأجد صعوبة في تكوين العلاقات والصداقات والتواصل الاجتماعي، وأيضا أجد صعوبة في الحصول على وظيفة؛ لأنني أخاف الذهاب إلى الأماكن الجديدة، أشعر أنني لن أجيد شيئا، وأن الآخرين أفضل مني، وقد ذهبت مرة لمقابلة شخصية وفشلت؛ لأنني كنت مرتبكة وخائفة.

أحتاج مساعدة ونصائح، وأيضا دواء آمنا، يساعدني على اجتياز محنتي -بعد الله سبحانه-، علما أنني حللت فيتامين دال، وكانت النتيجة 7، فهل له علاقة بحالتي؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أنا أعتقد أن الذي بك ليس رهابًا اجتماعيًا بمعناه المُطبق والمعروف، لديك شيءٌ من صعوبة في المواجهات، وغالبًا لديك نوع من القلق الاستباقي الذي جعلك ترهبين هذه المواقف.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: كل الذي تحتاجينه هو أن تُصححي مفاهيمك حول ذاتك، أنتِ الحمدُ لله طموحاتك كبيرة، بفضلٍ من الله تعالى أكملتِ مرحلتك الجامعية، وليس هنالك أبدًا ما يجعلك تتوجَّسين أو تتخوفين المواقف، فأنت لست أقلَّ من أحد، الناس كأسنان المشط الواحد، متساوون، فهم بشر مثلك، لا فرق بينهم إلَّا بالتقوى والعمل الصالح، ولا أعتقد أنك سوف تفشلين في أي موقف اجتماعي، موضوع المعاينة قد يفشل فيه الذي يخاف والذي لا يخاف، الأمر مرتبط بالفرص، وإن كانت مقسومة للإنسان سوف يجدها.

فلا تتحسَّسي حول هذا الموضوع، وأريدك دائمًا أن تُعرِّضي نفسك فكريًا ومعرفيًا للمواقف الاجتماعية، تصوري أنك وسط جمع كبير من النساء، تقومين بإلقاء محاضرة، تصوري أنك في أي نوع من المناظرة أو المواجهة الفكرية، وهكذا، تصوري هذه الموقف، وهي موجودة في الحياة، وأكثري من التعريض وتجنبي التجنب، هذا هو مبدأنا وقانوننا الذهبي من حيث تعديل السلوك، فاحرصي على ذلك.

تمارين الاسترخاء وجدناها مفيدة جدًّا، أن يقرأ الإنسان القرآن الكريم بتدبُّرٍ وبتمعُّنٍ يعطيه شيئًا من الدافعية العظيمة نحو الاختراقات الاجتماعية التي يصعب عليه أن يواجهها في بعض الأحيان، وبسم الله الرحمن الرحيم دائمًا يجب أن نبدأ بها كل شيء، وكل أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر أي مقطوع، وبعده الدعاء (اللهم افتح عليَّ بفتوح العارفين، وذكّرني ما نسيت) أو (اللهم ذكّرني ما نسيت، وعلمني ما جهلت) أو (اللهم لا سهل إلَّا ما جعلته سهلاً، وأن تجعل الحزْنَ إذا شئت سهلاً) والتحصين من خلال الأذكار خاصة أذكار الصباح والمساء، هذه كلها أمور يجب أن نعتبرها كثيرًا في حياتنا، احرصي على ذلك - أيتها الفاضلة الكريمة - .

أما بالنسبة للدواء فالحمد لله تعالى لدينا أدوية طيبة جدًّا وسليمة، ولا أعتقد أنك في حاجة لجرعة كبيرة أو لمدة علاجية طويلة، عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat CR) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine CR) أعتقد أنه الأفضل بالنسبة لحالتك، تبدئين بـ 12.5 مليجراما يوميًا، تتناولينها يوميًا بانتظام بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم تجعلينها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى 12.5 مليجراما يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، دواء فاعل وسليم وغير إدماني، لكن يتطلب التوقف التدريجي، وكذلك البداية بالتدرُّج حتى لا تحدث لك آثار جانبية بسيطة من الجرعات، والزيروكسات يُعاب عليه فقط أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، فاحذري من ذلك إن كان لديك مشكلة في الوزن.

تعويض فيتامين (د) أمرٌ بسيط جدًّا، الآن توجد الأدوية التعويضية، استمري عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، و-إن شاء الله تعالى- ترجع الأمور كلها إلى نصابها الطبيعي.

نصيحة أخيرة أقولها لك، هي: الحرص على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة، مهمة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فاحرصي عليها، سوف تفيدك كثيرًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً