الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ضعف في التواصل الاجتماعي والتحدث مع الآخرين.

السؤال

السلام عليكم

لديّ رهاب اجتماعي بسبب تعامل أهلي منذ كنت صغيرًا، فقد عاملوني بما يؤدي للتحطيم وهدم الثقة بالنفس، ولم يكن ذلك قصدهم، ولكن بسبب الجهل، فهم لا يعرفون المعاملة الصحيحة.

والسبب الثاني: أننا شبه مقطوعين من شجرة، سافرنا لمدة 10 سنين إلى منطقة ثانية، ورجعنا، وليس لنا كثير من الأقرباء، وأهلي كانوا لا يسمحون لنا لنجتمع بالناس، وإذا رأيت الناس أرتبك وأرتجف وأتلعثم.

الآن بدأنا نجتمع مع الناس، لكني لا أعرف أتكلم بشكل جيد!

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لا تعاني من رهاب اجتماعي بالمعنى الدقيق، ولكنّكَ تعاني من مشاكل في المهارات الاجتماعية أو ضعف في المهارات الاجتماعية، وقد ذكرت أن السبب في التربية التي عانيتَ منها، فلم تُعطَى الثقة بالنفس، ولم يعطوك الفرصة لأن تتواصل مع الآخرين عندما كنت صغيرًا، وقد ذكرت أن هذا تمَّ بجهل ولم يكن عن قصد، والشيء الثاني عندما انتقلت لم تُعطَى الفرصة المناسبة للتواصل مع الأقرباء والأهل؛ لذلك لم تتطور عندك مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين، والآن عندما عُدتَّ إلى مكانٍ وصار لك معارف وأقرباء وأصدقاء وجدتَّ نفسك ليس لديك ثقة في التواصل مع الآخرين، وعندك قصور أو نواقص في المهارات الاجتماعية.

هذا شيء بسيط –يا ابنِي–، وإن شاءَ الله يمكن تدارك هذا الشيء من خلال الممارسة الفعلية، لا تنكمش ولا تخجل، وواصل الاندماج في المجتمع، وإن شاء الله تعالى تتحسَّن المهارات الاجتماعية بمزيد من التواصل، بمزيد من الالتقاء مع الناس، وسوف تكسب الثقة مع نفسك، لكن الانزواء يُقلّل الثقة، ويضعف الثقة بالنفس، وبالتالي يكون التواصل أكثر صعوبة.

لا تحجم نفسك في التواصل مع الناس، وواجه الناس، وإن كان بالتدرج، وتدريجيًا سوف ترجع ثقتك بنفسك، وتجد أنك اكتسبتَ مهارات اجتماعية في ظرفٍ وجيز -إن شاء الله تعالى-، ويظهر هذا من ذكائك، ومعرفتك السبب الذي أدَّى إلى هذا الشيء.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً