الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم انتظام الدورة الشهرية، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عزباء عمري 25 سنة، أعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تتراوح مدتها بين (43-45-50) يوماً، لم أكن أهتم بذلك الأمر من قبل، لأن والدتي كانت تعاني من الموضوع ذاته قبل زواجها، ولكن مؤخراً جاءتني الدورة بتاريخ 8 أو 9 نوفمبر، لمدة 39 يوماً، واستمرت لمدة 7 أيام، ثم بعد 8 أيام جاءتني مرة ثانية واستمرت لمدة 22 يوماً تقريباً، وكانت غزيرة، واليوم التاريخ 14 يناير ولم تأتني حتى الآن.

زرت الطبيبة، وأجرت لي فحصاً بالأنترا ساوند، وأخبرتني أنني أعاني من تكيسات في المبيض، وأعطتني العلاج، إلا أنني لم أخذه لأنها وصفته لي قبل أن أجري التحاليل المطلوبة، ولقد قمت بعمل التحاليل خلال دورتي السابقة في اليوم 21 من الدورة، وكانت النتيجة كالتالي: بروجستيرون:1.5، والسكر: 74، فبماذا تنصحونني؟ وهل يؤدي ذلك للقلق من تأخر حدوث الحمل؟ وهل الزواج والحمل يعالجان تكيسات المبايض؟

كما أنني أريد الاستفسار عن الصلاة، ففي الدورة الأخيرة لم أعرف هل أصلي أم لا؟ فقد كنت أصلي في الأيام الأولى من الدورة، ثم نهاني بعض الناس عن ذلك فتوقفت، فهل علي القضاء؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نعم -يا ابنتي- هنالك احتمال كبير لأن يكون السبب في اضطراب الدورة الشهرية عندك هو وجود تكيس على المبيضين، فالتكيس هو من أكثر الأسباب شيوعاً لاضطراب الدورة الشهرية بهذا الشكل، لكن يجب دوماً عمل بعض التحاليل الهرمونية الأساسية؛ وذلك للتأكد من عدم وجود سبب آخر غير التكيس يؤدي إلى مثل هذا الاضطراب، مثل: خلل الغدة الدرقية، والغدة الكظرية.

والتحاليل التي قمت بعملها تعتبر غير كافية، ويجب عمل التحاليل التالية، وذلك من أجل القول بشكل نهائي بأن الحالة عندك هي حالة تكيس على المبيضين:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS، ويجب عمل هذه التحاليل في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة، وفي الصباح، فإن تم التأكد بأن الحالة هي وجود تكيس على المبيضين، فيجب تناول العلاج من الآن، ولا يجوز الانتظار إلى ما بعد الزواج، والسبب هو أن تكيس المبيضين يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث تسمك شديد في بطانة الرحم، وهذا التسمك يؤهب إلى حدوث الأورام في الرحم -لا قدر الله-، لذلك يجب تناول العلاج بمجرد تشخيص الحالة.

بالنسبة للدم الذي نزل في يوم 8 أو 9 من شهر نوفمبر، واستمر لمدة 7 أيام، فكونه نزل بعد 39 يوماً فإنه يعتبر دورة شهرية، وأما الدم الذي نزل بعد ثمانية أيام من الطهر، واستمر 22 يوماً، فسببه تسمك بطانة الرحم الناتج عن التكيس، ومن الناحية الطبية هو ليس حيضاً، بل هو استحاضة، وعند تناول العلاج ستنتظم الدورة بشكل جيد، وسيمكنك توقع وقت ومدة نزولها -باذن الله تعالى-.

نسأله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.
ــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة: رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة الشيخ: عقيل المقطري، مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــ

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقع الشبكة الإسلامية، ورداً على استشارتك أقول:

لقد علق الشرع بعض الأحكام الشرعية، كالصلاة والصوم فيما يخص المرأة بنفاسها ودورتها الشهرية وجوداً وعدماً، فإن كانت الدورة موجودة، فيجب على المرأة ترك الصلاة والصوم تعبداً لله، وإن انقطعت فيجب عليها أن تغتسل وتصلي وتصوم طاعة وامتثالاً لأمره -سبحانه وتعالى-، وكثير من الأحكام الشرعية وردت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، التي هي مبينة وموضحة للقرآن الكريم، يقول الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، ويقول: (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، ولذلك قال -عليه الصلاة والسلام-: (أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟ قال: فذلك من نقصان دينها).

ولما جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي)، ودم الحيض يختلف عن دم الاستحاضة بلونه ورائحته، -كما لا يخفى عليك-.

والراجح من أقوال العلماء أنه ليس لأقلِّ الحَيْض ولا لأكثرِه حدٌّ بالأيام، وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة، ولا مانع يمنع من نزول الحيض أكثر من مرة في الشهر، فإذا كان الدم دم حيض فيجب ترك الصلاة والصوم، ويجب التقيد بجميع الأحكام المتعلقة بذلك، ومعلوم أن المرأة لا تقضي الصلوات التي تركتها في أيام الدورة، وإنما القضاء يكون في الصوم فقط، ومن أجل انتظام الدورة الشهرية عندك يجب أن تعملي بنصائح الأطباء المختصين بعد عمل التحاليل المطلوبة واللازمة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً