الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من رجل فيه معالم الطمع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أشكركم جميعاً على الاهتمام بالرد على الاستفسارات، وبالأخص الشيخ موافي، وأرجو منه الاطلاع على تكملة الاستفسار عن موضوع صلة الرحم بيني وبين أختي!

أنا فعلاً حاولتها مراراً وتكرارا! وأخيراً قلت لبعض أقاربي على هذا الموضوع، وفعلاً كلموها، ولكنها مصرة أنها ليست مقاطعة لي! هي متجنبة لي قليلا؛ لئلا يحصل بيننا أي اشتباك!

ولكنها في مشكلة كبيرة جدا! وأنا أحاول أن أخرجها منها، لكن هي لا تعطيني فرصة! والحكاية هي أنها مخطوبة لشخص سيء جدا! يريد من الموضوع كله الشقة التي نحن عايشون فيها الآن بعد موت أمنا، ويحاول أن يوقع بيني وبينها!

وأصبحت لا تكلم أحدا! حتى أهلنا كلهم، حتى زوجي الذي كان الأخ الكبير لها، وكانت تحبه جداً، وتحترمه، وتأخذ رأيه في كل شيء! أصبحت لا تريد حتى الكلام معه بتأثير من خطيبها! وهي مخطوبة من سبع سنوات، وخطبيها هذا متزوج، وعنده ولد وبنت! ومع كل هذا فهي مصرة على أنها تتزوجه! مع رفض أمي ـ الله يرحمها ـ لهذه الزيجة! ومع أن أمي ماتت محصورة من كثر ما كان الرجل هذا يشغلها لإتمام الزواج! إلى درجة أن أمي قالت أنه منتظر موتها ليعيش في شقتها براحته بعد ما تموت!

وفعلا هو كان يبرر تأخير الزواج بأنه لا يوجد فلوس! ولكن بعد موت أمي بعدة أيام دبر الفلوس، وجاء ليتزوج، ولكن شاء ربنا أن ينهي خالي هذه الخطوبة، وقال عنه حاجات كثيرة غير جيدة، لكن صحيحة! وأنه في النهاية طامع في الشقة! وبعدا اكتشفنا بعد ما أنهينا الموضوع ـ وهي كانت راضية ومبسوطة ـ فوجئت أنها رجعت تكلمه ثانية، وتريد ترجع الخطوبة!

وفعلا رجعت الخطوبة، مع رفضنا كلنا! والذي اكتشفته مؤخراً أنها رفعت قضية في المحكمة لتكتب عقد الشقة المقيمين فيها باسمها هي فقط! مع إن هذه الشقة لنا كلتينا، وأنا عمري ما فكرت أقول أن الشقة هذه لي أنا فقط! بالعكس في يوم من الأيام قالت أنها تريد أن تتزوج فيها، وأنا قلت أني موافقة، ولا أريد أي حاجة منها! ولكن اليوم أنا اليوم محتاجة أن أقعد في هذه الشقة؛ لأن شقتي فيها مشكلة كبيرة، وأنا وزوجي غير قادرين على أن نوفر شقة ثانية؛ لأن كل الفلوس راحت في الشقة هذه!

وأنا سألتها لما قعدت في الشقة، وقالت إنها غير غاضبة، وأنها فقط تريد حقها، أما الشقة فتباع، وأنا قلت لها أني موافقة طبعا! الآن بعد ما رفعت القضية هذه تقول أن شقة أبينا هذه لها هي فقط، وأنا ليس لي حق فيها! وأنه لما شقتي تتصلح أمشي من الشقة! وهكذا ما يبقى لي أي حق فيها!

مع العلم أن الشقة هذه نحن الثنتان ورثناها من أبينا وأمنا ـ رحمهما الله ـ ونحن الاثنتان لنا حق فيها، ولما قلت لها خلاص، نبيع الشقة، وكل واحدة تأخذ حقها، رفضت، وقالت أنها ستتزوج وستتأتي هي وزوجها يقعدان فيها معنا! ولما قلت لها ما ينفع أن نقعد نحن الاثنتان فيها؛ لأنه ما يصح! واقترحت البيع فرفضت الحل هذا!

أنا لا أعرف ماذا أعمل معها!؟ وأنا لأني محتاجة فقط هذا الوقت طلبت حقي في الشقة، لكن قبل هذا ـ قسماً بالله ـ لم أطلب أي شيء! حتى لم أطلب حقي مستقبلا! ماذا أعمل!؟ وهل أنا ظالمة لها، لأني أقول أريد حقي! أنا مشوشة، وخائفة أظلمها، أو أظلم نفسي! قول لي ماذا أعمل!؟
وجزاكم الله كل خير!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت السائلة / حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أهلاً بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونرجو الله أن يعينك على حل ما أنت فيه من مشاكل، اللهم آمين.

اطلعت على رسالتك، والتي تدور حول المشكلة مع أختك وخطيبها، وسكناهم في الشقة التي لك حق فيها.

أختي، لعل المشكلة ذات شقين: الشق الأول فيها يدور حول خطبة أختك من هذا الرجل، والثاني حول الشقة، وأرى أن أختك عاقلة بالغة، وهي وصلت إلى الحد الذي تعرف فيه مصلحتها، وأرى أن تجتمعي معها بهدوء، وتطلبي منها أن تنظر إلى هذا الرجل بعين فاحصة عن سلوكه، وأخلاقه، وتدينه، وثقافته... إلخ، فإن وجد وفق ما هو مطلوب، فلتقدم على خطبته! وعليك أن تعرضي لها ما تعرفينه عنه إن كان أمراً ثابتاً لديك، وهي تتحمل مسؤولياتها.

أما أمر الشقة، فيجب إيجاد حل لها، فكما أنك ساكنة فيها مع زوجك وأولادك فهي كذلك تريد السكنى فيها، وحلاً لهذا الأمر أرى أن تلجئي لاثنين من الأهل يكونان على درجة من الفهم والعلم، وتعرضا لهما المشكلة برمتها، وتطلبا منهما الحل، وربما كان الحل أن يقدر لها إيجار شهري؛ فتدفعي لها نصفه، وأنت تظلين ساكنة، أو العكس، فما دامتما أنتما الوارثتين لأمكما، فكل واحدة لها حق في هذه الشقة، ولا يجوز أن تستأثر بها واحدة دون الأخرى إلا برضاها.

فاعملي ـ أختي ـ بواحد من هذين الحلين، وسيعجل الله لك مخرجاً، وأوصيك أن تحسني علاقتك بها وإن قاطعتك! وأن تصليها وتعطيها مما أعطاك الله.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً