الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دائما أراقب الآخرين وأخشى التعامل مع الجنس الآخر، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أراقب الآخرين ولا أستطيع أن أركز فيما أفعل، حتى أني أراقب أخواتي في بعض الأوقات، بينما تجدني أراقب الغريب دائما.

ومشكلتي أني لا أستطيع أن أتعامل مع الرجال، على الرغم من أني في السنة الثانية في الكلية، ولا أعرف كيف أتعامل مع المعيد أو الدكتور، حيث أنهم يظنوني معجبة بهم، وكذلك زوج أختي، لا أستطيع أن أنظر إليه لحيائي، بينما يظنني هو أنني معجبة به، وأنا لست كذلك، فماذا أفعل؟

علما بأنني أتناول دواء الفافرين منذ شهرين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

نعم يبدو أنك تعانين من بعض الرهاب الاجتماعي، وخاصة في صعوبة التواصل مع الجنس الآخر سواء في الجامعة أو غيرها، ولكن الذي لم أفهمه هو لماذا تعتقدين بأن الرجال يعتقدون بأنك معجبة بهم لمجرد كونك تجدين صعوبة في التعامل معهم؟

وعلى كل حال، فالصعوبات التي تشكين منها إنما هي أعراض الرهاب الاجتماعي، وهو من أكثر أنواع الرهاب انتشارا بين الناس، عندما يجد المصاب صعوبة في الاختلاط والتواصل مع الناس، حيث يرتبك وربما يجد صعوبة في النظر في عيون من يتحدث معه، ولذلك نجد هذا الشخص يبدأ بتجنب فرص اللقاء الطبيعية من الآخرين، وربما بدأ يميل للعزلة والانطواء.

ومن أهم علاجات الرهاب والخوف والأكثر فاعلية هو العلاج المعرفي/ السلوكي، وكما هو واضح من اسمه أن لهذا العلاج النفسي جانبان:

- الجانب المعرفي، والذي يقوم على التعرف على الأفكار السلبية التي يحملها المصاب، والعمل على استبدالها بأفكار أكثر إيجابية.

- والجانب السلوكي، والذي يقوم على إعادة تعليم المصاب ببعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، يقوم المصاب بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

وبالإضافة لهذه المعالجة المعرفية/السلوكية يمكن للطبيب النفسي أن يصف أحد الأدوية، لا أقول التي تعالج الرهاب وإنما تحسن من ظروف العلاج، ويبقى العلاج الرئيسي هو العلاج السلوكي وكما ذكرت.

وهناك العديد من الأدوية المفيدة، ويتحدد الدواء المناسب بعد تقييم الطبيب النفسي لحالتك بالشكل الشامل والمناسب.

أرجو أن لا تطيلي معاناتك، وأن لا تمنعك الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي من مراجعة طبيب نفسي صاحب خبرة، وإن كان الكثير من المصابين بالرهاب الاجتماعي لا يذهبون إلى الطبيب النفسي، وإنما يشجعون أنفسهم على اقتحام فرص اللقاء بالناس، وعدم التجنب، حتى يعتادون على الاختلاط بالآخرين، ولك أن تفعلي هذا أيضا.

وأدعو الله تعالى لك بالعافية والشفاء في أقرب فرصة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً