الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بفراغ عقلي ولا أشعر بأنني أفكر أبدًا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بفراغ داخل عقلي، ولا أشعر بأنني أفكر أبدًا، حتى أنني أستقبل كل شيء عن طريق الحواس الخمس، ولا أتفاعل مع أي شيء حتى عندما يتحدث إلي الناس لا أتفاعل معهم أبدًا وأكون جامدا، وأصبحت أبتعد عن الناس، ولا أرغب بالتفاعل معهم؛ لأنه لا يوجد شيء داخل عقلي، أقسم بالله أني لا أجد أي معلومة داخل عقلي، وأصبحت في مقتبل العمر، وحالتي تزداد سوءًا، يعني أصابني الإحباط والفشل، وذهبت لدكتور متمكن، وقال إنني مصاب بمرض شوزفرينا مرض الانفصام، وكتب لي دواء اسمه رسبال أستخدمه مدى الحياة.

لقد عانيت من كل هذه الأعراض، وسببت لي كثيرا من الإحراجات، لأني صرت أتهرب من الأصدقاء والأهل وكل الناس، والسبب في ذلك هو أن عقلي فارغ من أي معلومة، وأعاني من النسيان المبالغ فيه، وأشعر أيضا بالخمول وكثرة النوم، وأشعر بعدم الحماس وعدم الاستمتاع بالحياة.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور أو الإحساس بالفراغ داخل الإنسان وتجميد العواطف والإحساس بأن التفكير توقف، أو أنه لا يستطيع التفكير هذا إحساس غير مريح ومتعب ومؤلم في نفس الوقت للشخص وأسبابه متعددة، وهناك أمراض مختلفة قد تؤدي إلى هذا الإحساس، وهذا الشعور، إذاً تشخيص المشكلة يحتاج إلى أخذ التاريخ المرضي منذ متى بدأ هذا الشعور والإحساس والأشياء المصاحبة له؟ وهل يكون في معظم الوقت، أو في أوقات محددة؟ وهل هناك أشياء معينة مرتبطة بها أم لا؟ وبعدها يقوم الطبيب بفحص الحالة العقلية لمحاولة البحث عن أعراض أخرى أو علامات أخرى للمرض النفسي.

وطالما -الحمد لله- أنك ذهبت إلى طبيب نفسي متمكن فأنا على ثقة بأنه سوف يقوم بعمل كل هذه الأشياء التي ذكرتها لك، وقام بالتشخيص السليم، وإعطائك الدواء المناسب كما ذكرت، وهو رسبرادول، ولذلك نصيحتي لك أن تلتزم بالمتابعة مع هذا الطبيب، واحدة من أهم الأشياء في الأمراض النفسية هي المتابعة المستمرة للطبيب، وعدم الاستمرار في العلاج بدون المتابعة أو زيادة الجرعة أو تخفيضها، المتابعة المستمرة للطبيب حيث يقوم الطبيب بفحص الحالة من وقت لآخر، ومن ثم تحديد مدى الاستجابة للدواء، ومن ثم يقوم بنصحك أما بالاستمرار عليه، وأيضاً يقوم بفحص أعراض جانبية للدواء أما لا، وعليه أيضاً يحدد إما أن تستمر على نفس الجرعة أو تخفيضها وفي حالة عدم الاستجابة للدواء، فإما أن يقوم بزيادة الجرعة أو استبداله بدواء آخر، وهذا يا أخي الكريم لا يتم إلا بالمتابعة المستمرة.

عليك بمتابعة هذا الطبيب -الحمد لله- الذي وثقت فيه متابعة مستمرة، وشرح ما تعاني منه في كل مقابلة تقابله فيها، وأنا على ثقة بأنه سوف يقوم بعمل اللازم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً