الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الموت تدمر سعادتي فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، كانت حياتي عادية مثل باقي الناس، فتاة مجتهدة في الدراسة، تضحك وتحب اللعب، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي كنت أتصفح فيه صفحات الإنترنت، وبشكل مفاجئ شعرت بالضيق في صدري، وانسدت نفسي عن الأكل، وشعرت أنني سوف أموت، حاول أهلي تهدئتي وقاموا بتشغيل القرآن فهدأت قليلا.

استمرت تلك الحالة تلازمني إلى اليوم، ففي كل يوم أشعر أنني سوف أموت، وأن الحياة لا طعم لها، وفي بعض الأحيان أتمنى الموت حتى أرتاح، ولكنني في قرارة نفسي لا أريد ذلك، فأنا أظن بأن فكرة الموت إنذار لي، فلو مرضت أظن أنني سأموت، أي شيء صار يذكرني بالموت، عند الصلاة أشعر بالضيق، وعندما أدعو الله توسوس لي نفسي بأن ربي لن يستجيب.

كل من حولي يخبرونني بأن الإنسان يشعر بأنه سيموت، فقلت لهم إنني أشعر بذلك، وظل الوسواس يلازمني يوميا، ولم أجد العلاج لهذا الشيء، أعلم أن الموت حق علينا، وكلنا سوف نموت في النهاية.

حالتي صعبة جدا، وهذا شيء بسيط مما أعاني، أريد حلا لوساوسي ومخاوفي من الموت، فهل فعلا يمكن للإنسان أن يشعر بقرب أجله؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس بصورة عامة هو تكرار فكرة معينة على الإنسان بصورة منتظمة ومُلحة، ويحاول جاهدًا أن يقاومها ولكن لا يستطيع، ويُحدث هذا قلقًا شديدًا لدى الشخص، وإذا كانت هناك طريقة للتخلص من هذا القلق بتنفيس بعض الأشياء التي تُقلل من الوسواس فقد يفعل الشخص هذا الفعل، ويُسمى هنا بالوسواس القهري الاضطراري.

مثلاً: كأن يكون هناك فكرة بأنك مثلاً غير طاهر، وتتكرر هذه الفكرة، وتقوم بالوضوء، فيُحدث هذا راحة لفترة من الوقت، ولكن سُرعان ما يبدأ مسلسل الأفكار الوسواسية وتعود.

أما في حالة وسواس الموت فليس هناك شيء واحد يفعله الشخص لكي يستريح، لأن ليس هناك شيء تفعله للتخفيف من وسواس الموت، فلذلك يظل هذا الوسواس مستمرًا ومتعبًا في نفس الوقت، وأحيانًا بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا الوسواس يضعون لأنفسهم وقتًا ويقولون سنموت في اليوم الفلاني أو في الساعة الفلانية ليرتاحوا قليلاً، وطبعًا عندما تأتي تلك الساعة ولا يحدث الموت يرجع الوسواس مرة أخرى بصورة كبيرة.

علاج الوسواس القهري في حالتك هو تحويل التفكير عن هذا الشيء، فكّري في شيء آخر، شيء مريح، فكّري في إجازة قضيتها، أو في رحلة قمت بها مع الأسرة، حاولي دائمًا أن تفكري في الأشياء السعيدة في حياتك، كلما حوَّلتِ تفكيرك للأشياء السعيدة قلَّ التفكير في الموت، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: حاولي ألا تكوني لوحدك، انشغلي دائمًا بعمل أشياء مُحددة، الرياضة مثلاً أو أي هوايات أخرى تكون هوايات عملية، ولا تكوني لوحدك.

أما بخصوص معرفة الموت فهذا طبعًا غير وارد، قال تعالى: {ولا تدري نفس بأي أرضٍ تموت}، والموت من الأمور الغيبية، قال تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، متى نموت؟ وكيف نموت؟ وأين نموت؟ هذه من الأشياء الغيبية المخفية عنَّا رحمةً بنا، ليس هناك شخص ما يعرف موته، وإذا قال أحد الناس أن فلانًا شعر أنه سيموت كذا لأنه قال كذا، هذه تكهنات وليس هناك أي دليل على أن الشخص يعرف أن أجله قد دنى أم لا، ولا تنسي –يا ابنتي العزيزة– أن تتحصَّني بالمحافظة على الصلاة والذكر خاصة أذكار الصباح والمساء، وقراءة القرآن، فكل هذا يؤدي إلى الاطمئنان إن شاء الله، مع الأشياء التي ذكرتها في محاربة الوسواس.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية فاطمة محمد زين

    جزاكم الله خير الجزء على هذا الموقع الرائع وعلى مجهوداتكم أنا ايضا أعاني من نفس المشكلة وارتحت كثيرا عند قرأتي لكلام الدكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً