الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة على التنفس جعلني أعيش رعب المرض والموت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب عمري 32 سنة، أعاني من عدم القدرة على التنفس بعمق وكتمة وضيق، وأشعر بأني لا أتنفس، وأخاف من انقطاع النفس أو الإغماء.

أتناول حبوب سيبرالكس 5 ملغم، ولست مرتاحا، وأخاف على نفسي كثيرا، أصبت قبل 5 سنوات باضرابات هلع، وأنا منذ ذلك الحين أستعمل السيبرالكس، أخاف من الأمراض ومن الجلطات الفجائية، كل شهر أقوم بفحوصات كثيرة، ومن تصوير وتخطيط القلب، أشعر بأني ضعيف ولا أتنفس بشكل جيد، أخاف أن أقوم بجهد فيتوقف قلبي، أو أصاب باختناق.

راجعت طبيب الأمراض الصدرية، وأخبرني بوجود تحسس في القصبات، وطبيب الأنف والأذن والحنجرة، قال بتحسس الجيوب والتهاب، ولا أعلم، هل أنا مريض أو على وشك المرض أم هل أنا موهوم؟

خمسة أطباء قلب أجمعوا أني سليم -ولله الحمد-، ولكني خائف من الجهد، وطبيب الصدرية أجرى لي فحص التنفس وسماعات، ولكن أشعر عندما أبذل جهدا بضيق التنفس، وأني قد أفقد الوعي وأختنق.

عندي هموم لا تفارقني، وكتمة دائمة في صدري، واضطر للتنفس بعمق وشدة، لدرجة أن من حولي ينتبهون لي، وأقوم برفع يدي للأعلى لأشاهد عروقي، لأرى هل هي بارزة، وهل أعاني من تصلب الشرايين، وأرفع يدي لأرى لون أظافري إذا كانت تميل للزرقة؛ خوفا من نقص الأكسجين في الدم.

أعلم أنها وساوس، ولكني فقدت السيطرة لدرجة أن من حولي يراني أرفع يدي وأراقب أطراف أصابعي في الضوء، ويضحكون علي، أشعر بالأسى على نفسي، حتى زوجتي ملّت من خوفي ووساوسي وقراءاتي الطبية الكثيرة.

أخاف الموت بشكل جنوني، وأشعر أحياناً برعشة في يدي وضعف في قدمي، أعاني من ارتفاع الكولسترول، فراجعت طبيبا، فطلب مني عمل حمية عن الدهون وممارسة الرياضة، زاد خوفي من الجلطة.

أحب طفليّ بجنون، وخائف على نفسي من أجلهما، أعاني من انتفاخ وغازات تزيد من معاناتي في التنفس، تسبب أحياناً الخفقان، لدي الكثير الكثير من الأدوية، لا أعلم من أين أبدأ رحلة العلاج الصحيح، لا يوجد طبيب بأي اختصاص لم أزره, مللت وتعبت، وصلت لمرحلة لم أعد أثق بأي طبيب، لقناعاتي الوهمية أو الحقيقية بأني معلول.

أعتذر عن إطالتي الرسالة، وأرجو النصح، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: التنفُّس من الخصائص الطبيعية عند الشخص واللاإرادية، مجرد الإحساس بعدم القدرة على التنفس والكتمة يوحي بأن هناك قلقا ما، لأن الإنسان إذا كانت هناك صعوبة في التنفُّس فغالبًا يكون مرض شديد يُقعده عن الحركة. واضح أنك تعاني من قلق، والإحساس بصعوبة التنفس والكتمة عرض من أعراض القلق.

الفحوصات كلها كانت سليمة، أطباء القلب أجمعوا على أنه ليس هناك مرض عضوي خاصة في القلب، فأنصحك – يا أخي الكريم – بالتوقف عن إجراء الفحوصات، الفحوصات لا تزيد إلا شكوكًا وقلقا، هذه الفحوصات تدعم الهاجس المرضي والقلق عندك، فأول خطوة هو التوقف عن زيارة أطباء القلب والتوقف عن الفحوصات المتكررة.

والحمد لله أنك على الأقل ذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاك الطبيب سبرالكس، سبرالكس خمسة مليجرام قد تكون جرعة غير كافية، وقد يكون السبرالكس غير ملائم لك، فبعض الناس يستجيبون لبعض الأدوية دون أخرى.

فإذًا نصيحتي لك الآن: الاسترخاء الجسدي بعمل استرخاء عن طريق العضلات، رياضات خفيفة كالمشي قدر ما تتحمَّل، أو بعض الرياضات البسيطة، ممارسة هوايات حركية لصرف تفكيرك عن هذا التفكير والوساوس المرضية.

والشيء الآخر: أنصحك بالذهاب إلى طبيب نفسي. المتابعة مع طبيب نفسي مهم، لأنه قد يقوم بتغيير الدواء إذا لم تستجب له، أو زيادة جرعة الدواء، أو قد يقوم بتحويلك إلى معالج نفسي ليقوم بإعطائك دروسا في الاسترخاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً