الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي لا تعدل بيننا كشقيقات، فكيف نتصرف حيال ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 16 سنة، لدي خمسة أخوة، أنا أوسطهم، نعاني أنا وأختي الصغرى من عدم عدالة أمي في التعامل بيننا وبين بقية أخوتنا، وتقول أن كل أم تفضل أحد أبنائها على الباقي.

أمي تلزمنا بالأعمال المنزلية أنا وأختي الصغرى، عكس البقية، وتردد أن أختينا الأكبر منا أول فرحتها، وكذلك الذكور فرحتها كذكور، وأنا وأختي ليس لنا مكانا بينهم، وعندما نطلب شيئا تستشيرهم، وتلبي طلباتنا حسب موافقتهم أو رفضهم، مما يجعلنا نبكي ونغضب من تصرفها.

أخاف إذا كبرت ألا أبرها، هي طيبة وحنونة، وليست قاسية معنا، ولا نريد إغضابها، فما حكم ما تفعله أمي؟ وكيف نتصرف أنا وأختي حيال ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على تواصلك معنا، نسأل الله أن يصلح شأنك، أما جواب ما جاء في طلب الاستشارة، فيمكن الرد على ما تقدم من السؤالين:

- ما حكم ما تفعله أمي؟
الجواب: ذكرت عن أمك أنها: طيبة وليست قاسية وأنها حنونة معكما، فإذا كانت طيبة فأظن أن تفضيل أخوانك الآخرين عليك وعلى أختك -كما تظنين- لعل له سببا تجهلينه، مثل أن يكون حاجة الولد الكبير أكثر من الصغير، أو أنه مريض فحاجته أكثر من المعافى، فقبل الحكم على فعل أمك الكريمة هل هو خطأ أو صواب، ينبغي أن تجلسي معها، وتتكلمي عما في نفسك، وأمك طيبة قد تتفهم وجهة نظرك، أرجو أن تسارعي إلى الجلوس معها، وأبشري بخير.

- وكيف نتصرف أنا وأختي حيال ذلك؟
الجواب عن هذا يكمن في عدة أمور:
1- عليكما أن تحسنا الظن بالوالدة، وأنها لا تقصد تفضيل بعض أبنائها على بعض، فحسن الظن بالوالدة مطلوب شرعا، وهذا من البر بها.
2- ثم عليكما البر بالوالدة والإحسان إليها، فهذا واجب شرعا، وفي كل حال، سواء أحسنت الوالدة أم غير ذلك، وإذا ظهر منكن البر لها، فلعلها تكرمكما مثل إخوتكم.
3- أنتما تظنان أن الوالدة تفضل بعض أخوتكن عليكن، وقد يكون هذا غير صحيح، ولكن لو فرضنا أن هذا حصل بالفعل، فعليكما أن لا تحملا الحقد في قلبيكما على الأخوة الذين فضلوا بعطية الوالدة، بل تكون العلاقة معهم طبيعية؛ لأنهم لا ذنب لهم في ذلك.

وفقك الله إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمود النادى عبد الهادى

    فتح الله عليك يا عم الشيخ اجابات سديدة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً