الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضربات القلب ورعشة اليدين والارتباك، هل هي أعراض الرهاب؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ سنتين كنت شخصا اجتماعيا جدا، لدي الكثير من الأصدقاء، وأصدقاء مقربين، علاقتي بهم جميعا قوية جدا، ولكن مع الوقت، وبشكل مفاجئ أصبحت العلاقات القوية هشة ضعيفة.

أعترف أنني السبب في هذا التحول المفاجئ، عندما اهتممت بعملي الحر، وانشغلت بطرق زيادة الدخل والتطور، ونسيت كل من حولي، وعندما أخذت راحة من العمل، أدركت فعليا أني أصبحت بلا أصدقاء، وهذا الشيء أحزنني.

الآن أعاني من زيادة ضربات القلب، مع العلم -الحمد لله- أن القلب سليم، ورعشة خفيفة في اليدين، وتعرق، وارتباك وتوتر، وهذا يحدث دائما عند الدخول إلى مكان جديد، أو التحدث مع شخص غريب، مهما كان وضعه أو مستواه، أو عند التحدث أمام الجمهور، وفي بعض المواقف الطبيعية والعادية، والتي لا تستحق الاهتمام.

وهذه الأعراض أحيانا تظهر كلها مع بعض، مثل زيادة ضربات القلب، والتعرق والارتباك، وأحيانا بعضها، مثل ورعشة اليدين.

هذه الأعراض لها مدة، ولكني لم أهتم بها، والآن بطبيعة عملي أتعامل مع موظفين وشخصيات هامة، فيكون الأمر صعبا جدا، ويضايقني -فمستحيل أن تكون أنت القائد ويدك ترتعش، أو تكون مرتبكاً- وهذا يؤثر على تركيزي وتفكيري.

هل هذا هو الرهاب الاجتماعي، أم أعراض قلق وتوتر فقط؟ وهل الأندرال يعالج هذه الأعراض؟

أرجو إرشادي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: لا شك أن العلاقات الاجتماعية، وأن يكون للإنسان نسيج اجتماعي رصين، هذا مهم جدًّا، والصحة النفسية الإيجابية والحقيقية تتطلب أن يكون للإنسان بالفعل علاقات اجتماعية راسخة وراشدة.

ما تعاني منه - أخي الكريم - من زيادة في ضربات القلب ورعشة بالدين والتعرُّق والارتباك والتوتر، خاصة عند بعض المواقف أو المواجهات الاجتماعية، دليل على أنك تعاني من درجة بسيطة جدًّا من الخوف الاجتماعي والرهاب الاجتماعي.

ما تعاني منه ليس مزعجًا أبدًا، ويمكن التخلص منه من خلال تحقيره، والاقتناع التام بأن ما يظهر عليك - أو ما تحسّ به من أعراض- هي تجربة شخصية وليست محسوسة أو ملموسة لدى الآخرين، أكثر ما يُخيف الأخوة الذين يعانون من الخوف الاجتماعي اعتقادهم بأن ما يحدث لهم من رعشة أو تلعثم ظاهر لدى الآخرين، وهذا ليس حقيقة أبدًا، ولديهم أيضًا مخاوف شديدة من أن يفقدوا السيطرة على الموقف.

أنا أؤكد لك أن العملية هي عملية فسيولوجية، طبيعية إلى حدٍّ كبيرٍ، بمعنى أن الإنسان حين يدخل في أي مواجهات، أو أفعالٍ اجتماعية لا بد أن يكون هنالك تحضير واستعداد على مستوى النفس والجسد، والجسد يستعد من خلال إفراز مادة الأدرينالين، وهذه تزيد من ضربات القلب، ممَّا ينتج عنه تدفق زائد في الدم، حتى ينتشر الأكسجين بصورة أفضل وتلقائية لجميع أعضاء الجسم.

إذًا العملية هي عملية فسيولوجية حميدة، ولكن حين تزداد تؤدي إلى الأثر السلبي الذي تحدَّثتَ عنه، فأرجو أن تطمئن تمامًا، وأرجو أن تُكثر من المواجهات، وعليك بالتجاهل، ومارس الرياضة الجماعية، واحرص على صلاة الجماعة، فقد وجدنا أن ذلك أيضًا أمر مفيد جدًّا، فاحرص عليه.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الإندرال لا بأس به، لكنّه ليس العلاج الأساسي، هو يُعالج فقط أعراض الارتعاش وكذلك تسارع ضربات القلب، لكن العلاج الذي يقتلع هذه الحالة هو (زولفت)، والذي يُعرف تجاريًا باسم (لسترال)، ويوجد منتج مصري يسمى (مودابكس)، ويسمى علميًا (سيرترالين)، الجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرون مليجرامًا - أي نصف حبة - يوميًا لمدة عشرة أيام، يفضل تناولها بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

ويمكن استعمال الإندرال أيضًا بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً