الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من قراءة الكتب الورقية بسبب وسواس النظافة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراعلى مجهودكم الرائع.

أنا عمري 27 عاما، مشكلتي أنني أخاف قراءة الكتب الورقية، وقلب الصفحات، فعندي وسواس أن تنثني الصفحة، أو تتسخ بيدي، مع العلم أن يدي تكون نظيفة وأنا أقرأ الكتاب، كما أخاف أن أحدد بالقلم في الكتاب، وأتضايق من هذا الأمر، ولا أستطيع أن أقرأ فيه، لذا هربت من المشكلة بالقراءة الإلكترونية، لكن هذه المشكلة أتعبتني.

أيضا تعرضت لموقف أهانني فيه مجموعة من الأشخاص أمام عدد كبير من الناس، ومن وقتها وأنا لا أستطيع النوم، ولا العمل كلما تذكرت الموقف، وأصبحت أتمنى الموت، علما بأن شخصيتي قوية، ولا أحد يستطيع إهانتي، ومعظم الناس يحترمونني، لكن هذا الموقف لم أستطع التصرف فيه كما يجب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هذا النوع من الوسواس القهري نادر نوعا ما، عندما تخاف أن تعرض الكتاب لبعض الأذى، كالإتساخ أو ثني الصفحات أو بالقلم، ولذلك فأنت تفضل القراءة الإلكترونية.

المهم عندي أنك تقرأ -ولله الحمد-، فهذا أهم ما في الأمر، ولكن لا تنس أن الكتاب الورقي إنما هو لخدمتك، وليس للعرض والزينة، وأنا شخصيا أحب الكتاب الذي اهترأ من كثرة القراءة، فهذا أفضل من الكتب الجديدة، إلا أنه غير مقروء.

وعلى كل فحتى القراءة الإلكترونية مفيدة -ولله الحمد-، وهناك الكثير الكثير من الكتب الإلكترونية، مع سهولة الحصول عليها والاحتفاظ بها في مكان صغير.

وإذا أحببت التغيير، فيمكنك أن تبدأ باستعمال الكتاب الورقي وعدم التجنب، فالتجنب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها، حتى تجد نفسك تبتعد أكثر وأكثر عن الكتاب الورقي. بينما إذا بدأت تقرأ في الكتاب الورقي، فستجد أن الأمر أصبح أسهل من السابق.

وأما بالنسبة لسؤالك الثاني، الذي تشرح فيه كيف أنك مضطرب ومنزعج من حصول الموقف الذي أهانك فيه بعض الناس أمام الآخرين، فمن الواضح أنك ما تزال منزعجا وقلقا من هذا الموقف، وربما هذا ولحد كبير ردة فعل إنسانية نفسية عادية لموقف غير عادي، وليس العكس.

وانزعاجك هذا ليس بسبب خلل فيك، فحتى أصحاب الشخصية القوية، والتي هي عندك -ولله الحمد-، يمكن أن يتعرضوا لموقف مزعج فلا يعود الواحد منهم ينام بشكل طبيعي، ولكن ستشعر بالراحة مع مرور الوقت، والابتعاد عن تاريخ هذا الموقف الذي مررت به، فصبرا، ولا شك أن القراءة سواء الورقية أو الإلكترونية ستعينك على نسيان هذا الموقف.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً