الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الصغير أصبح منطويا بعد إهانته من صديقه ويفكر بالجهاد، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الدكتور الفاضل، أريد مساعدتك بأقرب وقت أن تجيب على سؤالي.

مشكلتي هي أن لدي أخا عمره 16، قبل شهر تعرض لمشكلة في المدرسة تضارب هو وصديقه مضاربة عادية جدا كأي مضاربة بين الشباب، لكن بعد هذه المضاربة أخي من هنا تفكيره وأسلوبه أصبح انطوائيا أكثر؛ لأنه يشعر أنه لم يأخذ حقه من صديقه، وأن صديقه أحرجه أمام زملائه.

من هنا أصبح يفكر طوال اليوم كيف يأخذ حقه، وأصبح لا يريد الذهاب إلى المدرسة، ويشعر بالخجل، ومع هذا والد صديقه اعتذر لأخي وتأسف له، ولكن أخي لم يقتنع، والمشكلة الآن أنه أصبح يفكر بطريقة مختلفة تماما غير تفكيره السابق، يريد ترك المدرسة ولا يريد أن يكمل، ويشعر بأن باستطاعته أن يدرس أو يكمل الدراسة، ويقول أيضا أريد الاستشهاد؛ لأني فهمت أن الحياة تافة، ولا أريد أي شيء، أريد أن أحفظ القرآن، وأريد أن أجاهد في سبيل الله.

والآن أمي وأبي بحالة توتر، لا يعرفون كيف التصرف معه، وكيف إقناعه! ومع العلم أخي دائما يحب أن يجلس وحده، ولا يحب الاختلاط بالناس كثيرا، ومعظم وقته بغرفته أمام التلفاز والجوال والسوني، ونادرا ما يتحدث معنا ويجلس معنا!

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال حول أخيك، حفظه الله وأعانكم على إخراجه من هذه الحالة التي هو فيها.

هناك ثلاثة أمور يفيد الإشارة إليها بخصوص هذا الشاب:
الأول: الصدمة التي حدثت معه في المدرسة، وما يعتقده من أنه كان عليه أن يأخذ حقه بيده، والآن يفكر بالانتقام من هذا الشاب، وأصبح كل تفكيره يدور حول هذا الموضوع، حتى أنه بدأ يعيد النظر في كل شيء، وحتى في موضوع دراسته وتعليمه.

والثاني: هي طبيعته الانطوائية، وهذا أمر يتطلب الانتباه والرعاية، فقد يفكر بشيء، ويخطط له ومن حيث لا تدري، معتقدين بأن كل شيء على ما يرام.

والثالث: وهو الأهم في هذه المرحلة، أن هذا الشاب في حاجة لمن يقترب منه ويتعرف عليه أكثر، وقد يكون هذا الدور يقوم به الوالد، ولكن ليس بالضرورة أنه الأفضل، فهل هناك رجل أو شاب قريب منه، كأن يكون من أفراد العائلة أو الصداقات، ممن يرتاح هذا الأخ للحديث معه، ويفتح له المجال للحديث والتفريغ العاطفي، ومحاولة توجيه أفكاره لإخراجه من هذه الحالة التي هو فيها.

طبعا يمكن استشارة أخصائي نفسي، إلا أن هذا قد يزيد المشكلة عند هذا الأخ، وربما الأفضل استشارة إمام المسجد القريب من سكنكم، فلربما يكون أكثر تأثيرا في هذه المرحلة.

وعلى كل، يفيد لكامل الأسرة الاهتمام بالأمر، والعمل على دعمه وتشجيه، ولا شك أن الأيام ستساعده على التعافي والخروج من هذه الحالة، إلا أننا نريد تسريع هذه العملية.

وفقكم الله، وحفظ هذا الأخ وكامل الأسرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً