الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعادة الثقة بالنفس ومخالطة الآخرين من أهم وسائل علاج الاكتئاب الظرفي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا طالب حامعي، بدأت اختلاطي بالناس - تقريباً - بعد دخول الجامعة، حيث كنت أفضل الجلوس في البيت. منذ صغري كنت أعاني من كثير من الضغوطات ـ وخاصة من الأهل ـ والتي لا تزال تراودني بعض الأوقات (خاصة الضرب من قبل الأم).

كثيراً ما أحس أنني بحاجة إلى من يرعاني ويهتم بي، ودائماً لا أستطيع إيجاد ذلك الشخص! بل على العكس أحس أن الناس يكرهونني، حتى إني أحس أن كل ما يحدث حولي هو بسببي! لا أدري لماذا؟ ولكني أعاني من النسيان (نسيان اليوم أحياناً)! هذا بالإضافة لتكاسلي دائماً في القيام بالأمور الخاصة بي (طعام، واجبات، وأحياناً الصلاة)، وعلى العكس إذا كان الشيء يخص الآخرين فإني أقوم به على أكمل وجه!

دائماً أشعر بالنقص، وأن الآخرين أفضل مني! أما عند المواجهة مع الناس فإني أفقد القدرة على الكلام أحياناً! وأحاول بسرعة إنهاء الحديث (وأحياناً بكلمات غير مفهومة)، ولكن هذا لا يحصل مع كل الناس! لا أدري لماذا!؟ ودائماً عندما أكون المتحدث (خاصة في الجامعة)، فإني أبدأ في التصبب عرقاً، واحمرار الوجه، وعدم القدرة على الكلام، و...!

أرجوكم ما الحل؟؟ خاصة أنني بدأت أفقد الكثير من أصدقائي بسبب هذه المشاكل! بالإضافة إلى تراجع مستواي الدراسي كثيراً! وأصبحت لا ألقي للدراسة بالاً! أرجو المساعدة، وفي أقرب وقت ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح أن الحالة الأساسية التي تُعاني منها تتمثل في المخاوف والقلق، ويظهر أن شخصيتك تحمل الصفات المرسبة، والتي تُساعد في ظهور مثل الأعراض التي ذكرتها حين تتوفر الظروف المهيئة لذلك.

أما سوء التركيز، وقلة الطموح والدافعية في فعل الأشياء، فهي من سمات الاكتئاب النفسي، وأرى في حالتك أنه ليس اكتئاباً مطبقاً إنما هو اكتئاب ظرفي.

تتمثل سُبل العلاج بالمحاولات الجادة في استعادة الثقة بالنفس، وتجنب التفكير السلبي، وهذا يتأتى بأن تنظر في حياتك بدقة، وتركز على الأشياء الإيجابية في حياتك، ثم تحاول أن تضخم وتجسم هذه الإيجابيات، مما يترتب على ذلك أن السلبيات سوف تبدأ في الاضمحلال ثم الاختفاء .

التواصل الاجتماعي والاختلاط بالآخرين، والمشاركة في الرياضة الجماعية، وحلقات التلاوة والذكر، تُعتبر من العلاجات النفسية الجماعية الفعالة جداً، وقد أثبتت الأبحاث ذلك، وعليه أرجو أن تحرص على هذا الجانب.

لابد أن نصف لك بعض الأدوية البسيطة، والتي سوف تساعدك إن شاء الله كثيراً في اختفاء أعراضك، والدواء الذي أرشحه لك يُعرف باسم تفرانيل، وجرعة البداية هي 25 مليجرام ليلاً، ترفع تدريجياً بواقع 25 مليجرام أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى 75 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 50 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهرٍ أخرى، ثم تخفضها إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة شهر، يمكنك بعدها التوقف عن العلاج.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً