الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من وجود رعشة في الأطراف واللسان.

السؤال

السلام عليكم

عمري 24 سنة، أعاني من رعشة في اليدين والساقين وحتى اللسان، لا أعرف ما السبب؟ مع العلم أنه تزداد هذه الرعشة عند الغضب أو العصبية أو عند الإرهاق، أو عند الخجل، مع العلم أني شخص خجول، وأحيانا لا أستطيع أن أمسك كأس الشاي أو الماء، وعندما أكون في مناسبة عند أشخاص لا أختلط معهم كثيراً، وهذا يسبب لي إحراجا شديدا وخجلا، لذلك أحاول عدم الاختلاط بأشخاص غريبين.

المشكلة حتى عندما أكون لوحدي ومرتاح تكون هناك رعشة في اليدين، عملت فحصا للغدة الدرقية وكانت سليمة، ووصف لي الطبيب انديرال، ودواء ثان لم أعد أتذكر اسمه، وأحسست بتحسن، ولكن تركته بعد فترة بسبب الآثار الجانبية التي انتابتني: كالإرهاق أو عدم التركيز.

أرجو مساعدتي ووصف العلاج المناسب إن أمكن.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hasan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الناس تختلف في طباعها، وفي نمط حياتها، وفي طاقاتها النفسية والذهنية.

أيها الفاضل الكريم: الذي بك أعتقد أن شخصيتك شخصية قلقية انفعالية، مع وجود شيء من الخجل ذي طابع اجتماعي. هذا ليس مرضًا، وأنت لست مريضًا، هذه مجرد ظواهر.

بالنسبة للغضب –أيها الفاضل الكريم– أقول: حاول ألا تغضب، والإنسان يصل لهذه المرحلة –أي التحكُّم في غضبه– من خلال التعبير عن ذاته، لا تكتم، لا تحتقن، النفس لها محابس، وكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، لذا يجب أن نُعبِّر عمَّا بداخلنا وعن ذواتنا، نُعبِّر عن أنفسنا أولاً بأولٍ في حدود الذوق وما هو مقبول، هذا يُقلل الكثير من الاحتقانات النفسية، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي.

ويا أخي الكريم: ضع مكانك في مكان الشخص الذي تغضب أنت في وجهه، وصل لنتيجة أن ما لا تقبله لنفسك يجب ألا تقبله للآخرين، واعرف –أخي الكريم– أنه من مكارم الأخلاق أن نعامل الناس بخلق حسن، هذا كله يجب أن يكون مُحرِّكًا داخليًا لك، ولا تنسَ توجيه الرسول -صلى الله عليه وسلم– لنا في كيفية علاج الغضب، فحين تستشعر بدايات الغضب غيِّر موضعك، غيِّر الطريقة التي أنت عليها، إن كنت واقفًا فاجلس، أو إن كنتَ جالسًا فاضطجع، واتفل على يسارك ثلاثًا، واستعذ بالله من الشيطان، واستغفر الله ممَّا يُقال، وقم وتوضأ.

هذه –يا أخي- قمة العلاج، ومَن جرَّبه استفاد منه كثيرًا، بل أخبرني من أثق به أنه كان غضوبًا جدًّا، وحين جرَّب هذا العلاج النبوي لمرة واحدة زال عنه الغضب. أنا أريدك أن تكون على هذا النمط.

والأمر الآخر: مارس الرياضة، فالرياضة تمتص طاقات الغضب وطاقات انحراف القلق الداخلي، ونظّم وقتك، وخذ قسطًا كافيًا من النوم الليلي، ولا تنم أثناء النهار، ابتعد عن المثيرات خاصة محتويات الكافيين، لا تُكثر من شُرب الشاي والقهوة ...

هذه كلها علاجات –أيها الفاضل الكريم– وأريدك أيضًا أن تتدرب على التمارين الاسترخائية، نحن في إسلام ويب أوردنا استشارة من وجهة نظري هي بسيطة لكنها مهمّة جدًّا، لأنها توجّه للطريقة الصحيحة لممارسة تمارين الاسترخاء. الاستشارة رقمها (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبق ما بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أيها الفاضل الكريم: الـ (إندرال) لا بأس به، لكن يجب أن تنتظم في تناوله، عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحًا لمدة شهرٍ.

والدواء الآخر الذي أريدك أن تتناوله هو العقار الذي يُعرف باسم (زولفت) واسمه العلمي (سيرترالين) دواء رائع لعلاج القلق والتوتر والمخاوف والخجل الاجتماعي، وقطعًا سوف يُحسِّن مزاجك ويمتصّ طاقات الغضب منك كثيرًا. والجرعة التي تحتاجها صغيرة جدًّا، وهي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه جرعة صغيرة؛ لأن الجرعة الكلية قد تصل إلى أربعة حبات في اليوم. بعد انقضاء الستة أشهر تناول الدواء بجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرين يومًا، ثم توقف عن تناوله.

الدواء دواء رائع وسليم، ليس له آثار جانبية حقيقية ولا يؤدي إلى الإدمان، فقط ربما يفتح شهيتك للطعام قليلاً، كما أنه بالنسبة للمتزوجين ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً، وقطعًا لا يؤثر على هرمون الذكورة أو الصحة الإنجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً