الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق قلبي بفتاة وأخشى رفض أهلي وأهلها لأني طالب، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا جزيلا لكم على ما تقدمونه من خدمة للمسلمين، وجزاكم الله كل خير على جهدكم المبارك.

أنا طالب جامعي، مداوم على الصلاة، وأحفظ القرآن، ومن أوائل المتفوقين على مستوى جامعتي، أدرس في جامعة بعيدة عن منطقتي، وأسكن وحيداً.

لا أهتم بالفتيات، ولا ألاحقهن، ولا أتحدث معهن، ولست ممن يتابع المواقع الإباحية، ولا أمارس العادة السرية، لكني مؤخرا لفتت نظري طالبة معي في التخصص، وكلمتها مرة بحجة طلب المساعدة، وأعجبت بها، وأحببتها لدينها وأخلاقها وجمالها وتفوقها، وبدأت أشعر بحاجتي إليها، والرغبة في الزواج منها، أصبحت أحلم بها، وأفكر فيها كثيرا -ليس من الناحية الجنسية، إنما من ناحية وجودها بقربي-.

للأسف ما زلت صغيرا في العمر، وأمامي سنة كاملة للتخرج، وأخشى من رفض أهلي للموضوع، وأيضا أخشى أن تتغير نظرتهم إلي، وأفقد ثقتهم في أخلاقي، وكذلك أخشى رفض أهل الفتاة، حيث أني لا أعمل، وما زلت طالبا، وإن كنت في عمر الفتاة وتخصصها، مع اختلاف الجنسية.

أصبحت مهموما حزينا شارد الذهن، وأدعو الله كثيرا بالفرج والعفاف، وأقبلت على العبادات وقيام الليل، وأشغلت نفسي بالدراسة والنشاطات، لكنها لا تفارق عقلي.

أرجو منكم النصح والمشورة بما يجب علي فعله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كنت مقتنعا أن أهلك وأهل الفتاة لن يوافقوا، وربما الفتاة كذلك لن توافق، فلا تشغل نفسك بموضوع ترى أن تحقيقه شبه مستحيل، وحاول أن تقنع نفسك بترك التعلق بها، واستمر في إشغال نفسك بما ذكرت من أعمال صالحة، حتى لا يستولي تفكيرك فيها على نفسك، ويؤثر في دراستك ومستواك.

وإن كنت تظن أن أهلك سيتفهمون طلبك، ويتعاونون معك في ذلك، وأهل الفتاة سيقتنعون بك، والفتاة موافقة، فاسع إلى خطبتها، ولو تأخر الزواج إلى بعد التخرج.

وأنصحك باستخدم الأسلوب الأمثل في إقناع أهلك بذلك، سواء بالحوار المباشر معهم، أو عن طريق شخص معروف موثوق، تطلعه على طلبك ليقنع أهلك به، وإذا اقتنع الأهل يمكن يساعدوك في إقناع أهل الفتاة، ويتعاونون معك في تيسير الأمر.

وفي كل الأحوال: ننصحك بالدعاء والالتجاء إلى الله، والتضرع بين يديه، مع المحافظة على العبادات والأعمال الصالحة، والذكر وقراءة القرآن حتى يحقق الله لك الرغبة، ويمنحك الهدوء والطمأنينة، ويبعد عنك القلق والتفكير السلبي، وخطرات الشيطان ووساوسه.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً