الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراجع أدائي الأكاديمي ومستوى فهمي، ما الحل؟

السؤال

أشعر في هذه السنة أني غير موفقة، فكثرة المواقف التي تثبت لي ذلك كثيرة، بالإضافة إلى الانخفاض الواضح في درجاتي!

أعتقد أنه بسبب أني في المرحلة الثانوية كنت أغش كثيرا، والآن أنا أدرس دبلوما في معهد وقد أوقفت الغش. أشعر أن الله يريني ما فعلته من سوء، وأن كل ما حصلت عليه من درجات في السابق كانت بسبب الغش فقط، بالرغم من أني أذاكر الآن كثيرا، حتى أن شكلي تغير، يعتقد الناس أني مريضة من كثرة شعوري بالصداع، وعدم اهتمامي بنفسي، وشحوب وجهي، وفي النهاية لا أحصي درجات أو أنسى كل شيء وقت الاختبار، لدرجة دخولي في حالة هستيريا والبدء بالضحك على نفسي ثم البكاء كثيرا.

لا أعلم ما يصيبني هذه السنة، فأنا صاحبة أقل الدرجات في القاعة كلها ولم أعتد على ذلك! وهذا أثر في نفسيتي، أشعر حقا أني أصبت باكتئاب من كثرة بكائي وعبوسي وشحوب وجهي، أقول أحيانا هل يا ترى هذه آثام وردت إلي أم اختبار من الله، أم أن الذي أدرسه صعب لم أعتد عليه؟ بالرغم من أن باقي الطالبات لا يرون أي مشكلة في المواد، وحتى في الشرح أركز كثيرا بكافة حواسي، وعند سؤال الدكتورة لشيء لا أعلم الجواب والجميع يعلم! لماذا؟ أم قل ذكائي؟

أشعر أنه توجد هناك طبقة في عقلي، دعوت الله كثيرا، حتى في الروضة في المدينة، كان كل دعائي على حالتي هذه، ماذا أفعل؟ كنت في الثانوية أشعر فعلا أن لدي ذكاء خارقا وفهما للأمور بشكل أسرع، ودرجاتي عالية وسعيدة، لا أعلم ماذا يحدث!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما في نفسك وفي حياتك، أعانك الله وجعلك من الناجحات المتفوقات.

من الصعب علينا من خلال تفاصيل سؤالك أن نعرف حقيقة أسباب تراجع الأداء الأكاديمي، فهل هو بسبب عوامل ذاتية فيه، أو في المادة وطريقة التدريس، أو في ظروفك الأسرية والاجتماعية، فالعوامل كثيرة، ومن الصعب أن نحددها تماما دون بعض التفاصيل الأخرى التي نحتاجها، ودون المقابلة الشخصية.

ومع ذلك، أرجو أن لا تنظري للأمر أنه عقاب لك بسبب غشك في المراحل الدراسية السابقة، فبالتوبة النصوح يعفو الله تعالى عما حدث، والمهم أن تستمري في استقامتك وجدك في الدراسة والتحصيل، والله تعالى الموفق.

ويمكن أن أنصحك بأمرين:
الأول: الاستمرار والمثابرة فيما تقومين به من الدراسة والمذاكرة، وما هو صعب الآن سيسهل في المستقبل القريب بإذن الله.

والأمر الثاني: أن تتحدثي مع المرشدة النفسية في الكلية التي تدرسين فيها، فلعلها تعطيك بعض الملاحظات العملية تتعلق ببعض المواد التي تدرسينها، مما يمكن أن يخفف بعض الصعوبات.

ودوما هناك طرق مفيدة لتحسين طرق الدراسة والمذاكرة، مما يقوي القدرة على الاستيعاب والتذكر، وبالتالي ارتفاع معدلات ودرجات الاختبارات.

وفقك الله وجعلك من المتفوقات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً