الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري أثر على حياتي العلمية، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة طبية في المرحلة الرابعة، أعاني من الوسواس القهري منذ مدة ليست بقليلة، راجعت الطبيب والحمد الله أصبحت قادرة على الدراسة، ولكن درجاتي ضعيفة جدا، مع أنني أقرأ أكثر من زميلاتي إلا أن درجاتي تصل إلى درجة الرسوب، ودائما أكون أقل درجة، فقد كنت من الأوائل، والكل يستغرب من درجاتي الضعيفة، وأثناء امتحاني للدور الثاني يسألني الأساتذة لماذا أنت في الدور الثاني؟ وأنا فعلا أتأذى في داخلي؛ لأنه ليس مستواي الحقيقي، وهذه الدرجات الضعيفة التي تصل أغلبها إلى الرسوب.

العلاج الذي آخذه الآن هو anafranil,acetalopram,venlafaxin150، أريد أن أقوى وأحصل على درجات التفوق، ولكن لا أعرف لماذا درجاتي هكذا؟ وهل فعلا الوسواس القهري يؤثر على أدائي في الامتحان وفِي إجابتي؟

أرجو الرد، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس القهري طبعًا يُؤثِّر على حياة الشخص وعلى وظائف حياته العادية، والتي تكون في الدراسة أو في العمل أو العلاقات الاجتماعية أو العلاقات العائلية، وطبعًا – كما ذكرتِ – أن الوسواس كان له فترة طويلة، وتعالجتِ بدرجة أصبحتِ فيها قادرة على المداومة في الدراسة، وهذا يُعتبر تحسُّنًا جزئيًا، التحسُّن الكامل هو: اختفاء أعراض الوسواس القهري نهائيًا، والتعافي من هذه الوساوس برجوع الشخص إلى حالته الأولى.

إذًا هناك عافية جزئية من الوسواس القهري الاضطراري، والوسواس القهري الاضطراري يؤثِّر على الدراسة، لأنه يؤثِّر على الاستيعاب، التفكير المستمر والانشغال بالوسواس لفترة طويلة يؤثِّر على استيعاب الإنسان في الدراسة والمذاكرة، وأيضًا يؤثِّر على الشخص في إجابته، لأنه يكون بطيئًا أكثر من غيره، والامتحان والاختبارات طبعًا تحكمها وقتًا مُحددًا، فيجب عليك حتى وإن كنت تعرف المعلومات أن تُجيب عليها في الوقت المحدد للامتحان، ولكن الشخص الذي يعاني من الوسواس القهري يكون أكثر بُطئًا من غيره حتى وإن كان يعرف المعلومات، لأنه يتردد كثيرًا في الإجابة الصحيحة، وهذا طبعًا يكون خصمًا على الدراجات.

من الأدوية التي ذكرتِها، طبعًا الأنفرانيل معروف أنه دواء فعّال للوسواس القهري الاضطراري، كذلك الفلافاكسين، أما السيتالوبرام ليس فعّالاً في علاج الوسواس القهري، نعم هو مضاد للاكتئاب، ومن فصيلة الـ (SSRIS) لكنه مفيدًا أكثر في الاكتئاب النفسي والهلع، ولا أدري ما هي الجرعة التي تتناولينها، فأحيانًا بعض مرضى الوسواس القهري الاضطراري قد يحتاجون لجرعات عالية من الدواء حتى يتحسَّنوا. مائة وخمسون مليجرامًا من الفلافاكسين جرعة معقولة، ولكن أحيانًا الإنسان قد يحتاج لجرعة أكبر، مائتان وخمسة وعشرون مليجرامًا أو حتى ثلاثمائة مليجرام، وجرعة الأنفرانيل المطلوبة هي مائة وخمسون مليجرامًا، ولكن أيضًا قد يحتاج الشخص إلى جرعة أكبر من ذلك.

أهم من ذلك: الوسواس القهري يحتاج إلى علاج دوائي وعلاج نفسي، وهو العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي قد يكون مفيدًا جدًّا في التعافي والتخلص من الأعراض وتصفية الذهن والتركيز.

إذًا مع العلاج الدوائي يجب عليك أن تطلب من الطبيب الذي يُعالجكِ أن يحوّلكِ إلى معالج نفسي لعمل جلسات للعلاج السلوكي المعرفي، لأنها سوف تفيدك أكثر، ودلَّت دراسات كثيرة أن الجمع بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي وحده أو العلاج السلوكي المعرفي وحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً