الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدمت عدة طرق لإصلاح زوجتي دون جدوى، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج من ابنة خالتي منذ سنة، ومع مرور الوقت ظهرت لنا خلافات مع أهلي، وأهل زوجتي، ووصلنا إلى باب مسدود، مع العلم أن زوجتي أصبحت لا مبالية، ولم تعد قادرة على تحمل مسؤولياتها الزوجية.

استخدمت أكثر من أسلوب معها لتعود لرشدها، ولكن دون فائدة، ورأي والداي أنها لا تصلح لي كزوجة، رغم أنني لا أنوي الطلاق، خوفاً من قطيعة الرحم بين العائلتين، فهل أطيع والدي برأيهم، أم أبقيها واصبر وأحتستب عند الله، أم أتزوج عليها بأخرى دون تطليقها؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمرحبا بك في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

إن مثل هذه المشاكل تحصل في السنين الأولى من عمر الزواج، والسبب في ذلك يعود إلى اختلاف البيئة التي تربت عليها الزوجة، عن البيئة التي عاشها زوجها، ومن هنا يظهر التباين، وقد تحدث مشاكل تؤدي لنفور الزوج عنها، ولعلك تدرك -أيها المبارك- أن من عاش في بيئة معينة فترة طويلة من الزمن، وتربى على طريقة ما في نمط عيشه، لا يمكن تغييره بيوم وليلة، إلا أن يشاء الله، ويكون عنده قابلية سريعة للتغيير، ما لم فيحتاج إلى شيء من الصبر، والتغاضي عن بعض التقصير، مع الاستمرار في التوجيه برفق ولين، وتشجيعه في حال أن أحدث تحسنا وتقدما، وإعانته ومساعدته في القيام ببعض المهام، فذلك كفيل -بإذن الله- لإحداث تغيير جذري في حياته، وليس هنالك شخص كامل، لا في الرجال ولا في النساء، وفي الحديث الصحيح: أن (المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن أردت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها، وإن استمتعت بها استمعت بها على عوج).

كما أن من أسباب المشاكل: عدم استقلالية الزوجة في بعض المجتمعات بسكن خاص بها، وبعض العادات والتقاليد تكلفها بالقيام بأعمال خاصة بأسرة الزوج، كالعمل في الزراعة وما يتعلق بها، فنصيحتي لك -أيها الأخ الكريم- أن توسع صدرك، وتصبر عليها، وتستمر في توجيهها ومتابعتها، وابدأ بالأمور اليسيرة فذلك أدعى للقبول والتنفيذ، ثم انقلها بالتدرج إلى ما فوق ذلك، وكلما أنجزت مهمة اثن عليها، وقدم لها هدية رمزية، وإياك أن تقارنها بغيرها، فذلك من أسباب إيجاد الإحباط النفسي لديها، ولا شك أن عندها بعض الصفات الإيجابية، وهنالك صفات أخرى خاملة وكامنة في نفسها، تحتاج منك أن تُنَقِبَ عنها، وتَسْتَنْهِضَهَا وتُفَعِلَهَا، مع التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى في حال سجودك أن يصلحها، ويلهمها رشدها، فهو -سبحانه وتعالى- القادر على إصلاح النفوس، وتغييرها نحو الأفضل، وعليك أن تتحاور مع والديك برفق وحكمة، وتبصرهم بما ذكرت لك في مقدمة هذه الاستشارة، وليتصوروا أن هذه الفتاة هي ابنتهم، وهي كذلك هنا لأنها من الأسرة، فهل يرضون أنها تُطَلَّق بهذه السرعة؟

واطلب منهم أن يمنحوها فرصة لتعدل من حياتها، فذلك خير من الطلاق الذي سيؤدي إلى قطيعة الأرحام، كما أنك تحتاج أن توثق صلتك بوالديها، وتطلب من أمها خاصة أن توجهها دون أن تشعرها أنك طلبت منها ذلك، واقترب من زوجتك أكثر، ولا تجعل تقصيرها سببا في إيجاد الحواجز النفسية بينكما، فابتدئها بالكلام العاطفي، وأحسن عشرتها، وتلطف معها، ولا بأس من حرمانها من بعض ما تحبه في حال استمرارها بالتقصير إن رأيت أن ذلك نافعا، ولا تنس أن تجتهد في تقوية إيمانها من خلال أداء الفرائض، والإكثار من النوافل، مع مشاركتها في ذلك، وتذكيرها بالله تعالى، وتعريفها بما لها وما عليها، وتخويفها بالله إن قصرت في أداء واجباتها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، وأن يقر عينك بصلاحها، ويرزقك الذرية الصالحة، إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً