الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة العلوم الشرعية لا يتعارض مع الدراسات الأخرى / الخطابة.. مقوماتها والوسائل النافعة لإتقانها

السؤال

السلام عليكم!
أخوكم من الجزائر حلمه بعد الدراسة أن يكون خطيباً، لكن هناك العديد من الوسائل لهذا، وربما أسهل من أن أكمل دراستي في الثانوية العامة، علماً أنني أقرأ علوماً لا حاجة لي بها حسب علمي، مثل: الفلسفة، والفرنسية، وغيرها، أنا فقط أريد العلم الشرعي فقط؟ هل أنا مخطئ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Lyes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فلا شك أن تحديد الهدف هو الخطوة الأولى في طريق النجاح بعد صدق النية، وحسن التوجه إلى الله، ولن يتقدم رجل ليس له طموح أو هداف، وأحسن من قال:-

وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام

وذلك لأن الغايات العظمى تحتاج إلى مجهود كبير ( ولابد دون الشهد من إبر النحل ).

وقد أكرمنا الله بدين يهتم بشأن العلم، ويرفع أهله درجات، ولا عجب فإن العلم هو أول مطلوب، قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))[محمد:19]، وقد ترجم البخاري لذلك فقال: (باب العلم قبل القول والعمل)، وكان أول ما نزل على رسولنا فيه دعوة للقراءة والتعلم.

والمسلم يبدأ بفروض العين وهو ما تصح به العقيدة والعبادة، ثم يتوسع بعد ذلك في أبواب العلوم بحسب المواهب التي أكرمه الله بها، وعليه فإن الصواب أن تبدأ بالعلوم الشرعية الضرورية ثم تدرس ما شئت من العلوم، واحرص على أن يكون كل ذلك لوجه الله.

ولا مانع من دراسة الفلسفة بشرط أن تفهم قبل ذلك عقيدتك؛ حتى لا تصادف الأفكار الهدامة قلباً خالياً فتتمكن منه، واحرص على دراسة الفرنسية لتستخدمها في الدعوة إلى الله، وذلك بعد حرصك على كتاب الله فهو سلاح الدعاة إلى الله وهو معجزة نبينا الكبرى.

أما مسألة الخطابة فهي تتكون من الآتي:

1- جانب فطري يهبه الله للإنسان.
2- جانب مكتسب بكثرة التدريب والممارسة.

وهناك أشياء تعين الخطيب على النجاح أهمها ما يلي:

1-الثقافة الواسعة.
2- التبحر في علوم اللغة.
3- سرعة البديهة.
4- الشجاعة الأدبية واعتياد مواجهة الجماهير.
5- كثرة الاستماع للخطباء الموهوبين.
6- الافتقار إلى الله والإكثار من الاستغفار.
7- دراسة فن الخطابة.
8- الاهتمام بعلوم الاتصال، وطرق التأثير على المستمعين.
9- معرفة الوسائل المؤثرة على المستمعين من الناحية النفسية.
10- صدق الخطيب وتفاعله مع كلماته، وإخلاصه في دعوته.

لا تعجبنك من خطيب خطبة *** حتى يكون معك الكلام أصيلاً
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلاً

11- قوة الكلمات ووضوح النبرات.
12- استخدام الاستفهام والتعجب وإتقان فن الالتفات.
13- إجادة الحفظ للنصوص ووضعها في أماكنها المناسبة.
14- الترتيب الجيد للعناصر.
15- حسن الاستهلال.
16- اهتمام الخطيب بمظهره؛ لأن العين تحكم على الإنسان قبل اختباره، وللعلاقة الوثيقة بين المظهر والمخبر.
17- الاعتدال في استخدام الإشارات المفهمة، مع عدم الإكثار منها.
18- الوقوف على الدراسات الحديثة في هذا المجال.

والله ولي التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً