الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من ارتفاع في السكر وعسر في الهضم، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدعو الله أن يجزيكم خير الجزاء، وهذه رسالة من مريضة أرسلتها بالنيابة عنها.

عمري 32 سنة، منذ سنة أعاني من عسر شديد في الهضم في المعدة، لدرجة أن الأكل لا يتم هضمه حتى اليوم الثاني، ولكن يسهل نوعا ما هضم وجبة الإفطار، أما بقية الوجبات فلا يتم هضمها أبدا، ويصاحبها آلام قوية في الجسم خاصة في الأطراف عند القدمين على شكل وخز، واضطر يوميا لتقيؤ الأكل من المعدة وتفريغها تماما حتى أشعر بالراحة، يتم هضم الفواكه اللينة مثل الموز والمانجو، ولكن البرتقال يصعب هضمه.

ابتعدت تماما عن البقوليات؛ لأثرها السيء على المعدة والأمعاء، وما ينتج عنها من غازات كريهة، ويصاحبها في أغلب الأوقات إسهال شديد غير متحكم به أثناء النوم.

وأعاني من ارتفاع في السكر منذ ثمان سنوات، وأستخدم الأنسولين، وعندما ذهبت إلى الطبيب كانت نتائج الفحص للمعدة بالمنظار أن هناك ارتجاعا في المعدة، فقرر الطبيب لي هذه الأدوية:
(آس- اوميبرال و Motilat، وكالسيد و Enzyme plus)، أتناولها منذ ثلاثة أسابيع فلم تنفعني، أتمنى أن تساعدوني في مرضي، وأن تصفوا لي نظاما غذائيا ممتاز لمرضى السكري من الدرجة الأولى، وأيضا إعطائي بعض التمارين الرياضية، ونصائح أخرى أنتفع بها.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ نزية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالواقع تحتاج إلى متابعة جيدة مع استشاري أمراض باطنة؛ لمتابعة حالة السكر، ولتشخيص حالة عسر الهضم والإسهال الشديد، ولكن في العموم نحدد لك بعض الخطوط العريضة والتي من الممكن الاستعانة بها لعلاجك، والأمر المهم في علاج السكر هو اتباع آخر ما اتفقت عليه المراجع والمؤسسات المهنية في العلاج، وهو قلم الأنسولين Lantus بجرعات متدرجة تبدأ ب 10 وحدات تحت الجلد قبل النوم، وحتى الوصول إلى الجرعة المناسبة، وقد تصل أو تزيد عن 30 وحدة، بالإضافة إلى حقن الأنسولين السريع actrapid قبل الوجبات 10 وحدات، في كل مرة تبدأ بحقنة واحدة ثم اثنتين وحتى ثلاث، وبهذا النظام ينضبط السكر -إن شاء الله- وتقل أو تختفي المضاعفات بحول الله وقوته.

والهدف من العلاج هو الوصول إلى نسبة سكر تراكمي HBAIC % إلى أقل من 7، لأن الارتفاع المتواصل للسكر دون ضبط نسبته يؤدي مع مرور الوقت إلى الإضرار بالأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة، مما يؤثر على الكلى، والعين، والقلب، وعلى شرايين الأقدام، وعلى الأمعاء، ولذلك يجب الحرص على تناول العلاج، والفحص بشكل مستمر، على أن يكون مستوى السكر الصائم في حدود 120 إلى 130 مج.

وهناك رابط قوي بين حالة عدم ضبط نسبة السكر في الدم وبين الإسهال المزمن بسبب حالة اعتلال المستقبلات العصبية neuropathy في جدار الأمعاء، ولذلك من المهم جدا ضبط نسبة السكر بشكل جيد، وبعد ذلك سوف يتوقف الإسهال طالما لا يوجد طفيليات، أو أميبا، أو ديدان في البراز، أو التهاب في القولون.

ولكن يجب البحث عن سبب الإسهال لأن أحد أعراض القولون التقرحي ulcerative colitis هو الإسهال الشديد، وعسر الهضم مع ألم ومغص في البطن، وألم عند الإخراج، وفقدان في الوزن، وفقر دم، ونوبات من الإمساك، وبالتالي من المهم عمل منظار للقولون، وأخذ عينة من جداره، وعمل اختبار FIT للبحث عن الدم الخفي في البراز.

وعموما للتخلص من الغازات والانتفاخ عليك بتناول خليط من مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله- مع الإكثار من الخضروات المسلوقة مثل البازلاء والكوسة، والسلطات الخضراء، والحبوب مثل الشوفان والبرغل، والبروتين الحيواني.

ولا مانع من عمل تحليل براز لثلاث أيام متوالية؛ حتى نضمن دقة التحاليل، لأن الطفيليات والجارديا وأكياس الأميبا المتحوصلة وكذلك البكتيريا من النوع E-Coli ربما لا تظهر في التحليل الأول فتظهر في التحليل الذي يليه، والعلاج يعتمد على نتيجة التحاليل، مع ترك
وجبات المطاعم والوجبات السريعة قدر الإمكان.

ويمكنك تناول حبوب الخميرة قبل الوجبات ثلاث مرات يوميا لمدة 2 ألى 3 شهور، وهذا سوف يساعد في إمداد جسمك بما يحتاج من الفيتامينات والأملاح المعدنية والخمائر التي تساعد على الهضم، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين د الضرورية لتقوية العظام والمفاصل، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً