الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الآلام في القلب وتسارع النبضات عند أي مجهود فهل الأمر خطير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 27 سنة، غير متزوجة، وأعمل طبيبة أسنان، عملي على فترتين صباحية ومسائية، معظم يومي أقضيه بالعمل، قبل سنتين كنت في زيارة لصديقة في المستشفى، وبشكل مفاجئ عانيت من تشوش الرؤية، وطنين الأذن، والدوار، وزوفان المعدة، لم أستطع تمالك نفسي، وبعد فحص الضغط بالمستشفى أخبرني الأطباء بأنه منخفض قليلا، والأمر طبيعي ولا يستدعي القلق.

ذهبت إلى طبيب القلب للاطمئنان، وأجرى تخطيط القلب، وفحصني بسماعة القلب، وأخبرني بوجود sinus tachycardia، وطلب الطبيب تجنب المنبهات إلى أن تختفي المشكلة، وفي ذلك الوقت كنت مفرطة بتناول المنبهات، حاولت التخفيف ولم أقطعها نهائيا.

مشكلتي بأنني صرت أعاني من الخوف بشكل غير طبيعي، وقلق نفسي من حصول مشكلة بالقلب، وتطور الأمر إلى وسواس، في الوقت الحالي أشعر بنغزات وألم في جهة القلب، حاولت قياس ضربات القلب على جهاز الجوال أو جهاز الضغط خلال اليوم، وكانت ترتفع أكثر من 100 مرة بشكل متواصل إلى 110 أو أكثر، وفي وقت الراحة وأيام العطل لا بتجاوز النبض 100.

أشعر بهذه الآلام والوخزات بغض النظر إن بذلت جهدا أو لا، وخاصة في بداية المشي، وإن صليت، وبعض المرات حينما أجلس في السيارة.

خائفة جدا وأخشى زيارة الطبيب، حالتي النفسية سيئة، والطبيب حينها أكد لي بأن الأمر لا يستدعي الخوف، وسوف يعطيني بيتا بلوكلرز للتخفيف من التعب نتيجة التسارع إذا لم أتحسن.

أريد الاستفسار عن سبب الآلام، هل هي نتيجة القلق والخوف أم نتيجة لتسارع النبضات؟ وهل من الممكن أن أصاب بمرض معين في القلب بهذا العمر؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

Sinus tachycardia هو زيادة منتظمة في نبض القلب، والذي يخرج من المكان الأساسي في القلب في الأذين الأيمن، والمسمى SAN، وهذه الزيادة في النبض ليس لها علاقة بأمراض القلب نفسه، حيث أنك قلبك سليم، وقد تأكد ذلك من نتيجة التخطيط، ولا مانع من عمل إيكو لمزيد من الاطمئنان.

ولكن لها أسباب أخرى غير القلب، وهي كثيرة، ومنها: فقر الدم، ومنها الإجهاد العضلي والإرهاق في العمل، وما يصاحبه من انخفاض في ضغط الدم، ومنها التعود على تناول المزيد من المياه الغازية والمنبهات من القهوة والشاي بكثرة، وحالة التوتر والقلق سواء في محيط العمل أو محيط الأسرة، ومن ذلك أيضا النشاط الزائد في وظائف الغدة الدرقية، كذلك فإن حالة الخوف المرضي أو الفوبيا من بعض الأمراض أو مرض القلق والتوتر المعروف بـ Anxiety، تؤدي إلى الخفقان أو زيادة نبض القلب.

والألم سواء كان مع بذل مجهود أو بدونه، فهو مرتبط أيضا بفقر الدم، ونقص فيتامين (د)، وضعف العظام، نتيجة عدم تناول كمية كافية من الكالسيوم، سواء في صورة أقراص أو شرب المزيد من الحليب، ولذلك من المهم تناول كبسولات فيتامين (د)، وأخذ كبسولة celebrex 200 mg عند الشعور بالألم، وشرب المزيد من الحليب.

ومن المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH، وإعادة النظر في طريقة وأسلوب حياتك، والعمل فترة واحدة، وأخذ قسط كاف من النوم ليلا، وتقليل التوتر في محيط العمل والأسرة، والإقلال من تناول القهوة أو الحد منها.

ويمكنك مبدئيا تناول كبسولات فيتامين (د)، ومقويات الدم، ولا مانع من تناول قرص Indral 10 mg، مرتين في اليوم لمدة 10 أيام، ثم مرة واحدة قبل النوم لنفس المدة، مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان، وبعدها يمكنك الكتابة إلى الموقع مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً